قالت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير
الفلسطينية إن العملية السياسية المتمثلة في المفاوضات بين الجانبين
الإسرائيلي والفلسطيني "مهددة بالانهيار"، ما لم تستند إلى المرجعيات الدولية المتعارف عليها.
ودعت اللجنة، في بيان لها صدر في وقت متأخر من الاثنين، عقب اجتماعها برئاسة الرئيس الفلسطيني
محمود عباس في مقر القيادة الفلسطينية في رام الله، اللجنة السياسية التابعة لها إلى إعداد خطة عملية بشكل فوري بشأن تنفيذ قرار الأمم المتحدة الخاص بعضوية دولة فلسطين، ومستحقات ذلك في الانضمام إلى الاتفاقيات والمنظمات الدولية التابعة للأمم المتحدة.
وأرجعت المنظمة التعثر في العملية السياسية الراهنة إلى استمرار مواقف وممارسات حكومة بنيامين نتنياهو في التوسع الاستيطاني غير المسبوق، وفي السعي إلى إلغاء مرجعيات عملية
السلام المقرة دوليا واستبدالها بمرجعية تكرس ضم القدس والسيطرة المطلقة على أجزاء واسعة من الضفة الغربية بحجة الأمن والكتل الاستيطانية.
وتساءل بيان المنظمة بقوله إن "أي دولة فلسطينية قابلة للحياة ولها سيادة سوف تقوم بدون القدس الشرقية عاصمتها، وبدون أن يكون لها حدود أو معابر مع محيطها، وتمزقها تجمعات الاستيطان التي تتوسع باستمرار وبشكل متسارع وخاصة خلال المفاوضات الراهنة؟".
وأعرب البيان عن رفضه الربط بين الإفراج عن الأسرى، وبين إعلانات عطاءات جديدة لمشاريع استيطانية، لافتا إلى أن إسرائيل تسعى إلى إطالة أمد المفاوضات لفرض مزيد من الاستيطان على الأرض.
وأعلنت وزارة الإسكان الإسرائيلية قبل أيام عن بناء أكثر من 1900 وحدة استيطانية في الضفة الغربية ومدينة القدس، فيما لاقت خطوة الإعلان هذه استنكارًا من قبل الاتحاد الأروبي والجانب الفلسطيني باعتبارها خطوة تمس عملية السلام.
وأدانت المنظمة ما وصفته باستمرار "حالة الحصار والتجويع التي يتعرض لها شعبنا المكافح والصامد في مخيم اليرموك في سوريا"، ودعت جميع الأطراف المعنية إلى إزالة كل العوائق ووقف كل الأعمال العسكرية وغيرها من أساليب التعطيل لدخول المواد الغذائية والطبية إلى المخيم المنكوب.
كما دعت اللجنة التنفيذية في بيانها إلى إتباع نهج صريح وإيجابي من قبل جميع الأطراف للسير قدما نحو المصالحة الوطنية وفي مقدمتها الاتفاق على إجراء الانتخابات وتشكيل حكومة توافق وطني من شخصيات مستقلة تقود المرحلة الانتقالية وفق النظام الأساسي للسلطة الفلسطينية.
ولم يصدر عن الحكومة الإسرائيلية تعقيب حول ما ورد في بيان منظمة التحرير حتى الآن، واستأنف الجانبان، الفلسطيني والإسرائيلي، أواخر يوليو/ تموز من العام الماضي، مفاوضات السلام، برعاية أمريكية في واشنطن، بعد انقطاع دام ثلاثة أعوام.
ولم يعلن حتى الآن، عن نتائج تلك المفاوضات التي يفترض أن تستمر لمدة تسعة أشهر، وتتمحور حول قضايا الحل الدائم، وأبرزها قضايا الحدود، والمستوطنات، والقدس، وحق العودة للاجئين.
الجيش الإسرائيلي يعتقل 16 فلسطينياً في الضفة
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات الجيش الإسرائيلي، 16 فلسطينياً خلال حملة دهم الثلاثاء بأرجاء متفرقة من الضفة الغربية.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن الإعتقالات طالت من وصفتهم بـ"المطلوبين" لقوات الجيش الإسرائيلي من دون أن تحدد الجهات التي ينتمون إليها.
وذكرت أن 10 من المعتقلين جرى اعتقالهم من قرية عزون في قلقيلية، وجرى تحويلهم "للجهات الأمنية من أجل التحقيق معهم".
وتشن القوات الإسرائيلية عمليات دهم واعتقال بصورة شبه يومية في الضفة الغربية.
وكان وزير الخارجية الأمريكي زار قبل أيام كلا من إسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن والسعودية، وعقد سلسلة من اللقاءات مع المسؤولين؛ بغية دفع عملية السلام بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، في جولة هي العاشرة للمنطقة منذ توليه المنصب في فبراير/ شباط 2013.