وصف المعلق السياسي في صحيفة "ديلي تلغراف" بيتر أوبورن
استفتاء الدستور الذي يجري اليوم في
مصر اليوم بأنه "عار".
وقال أوبورن "في أعقاب سيطرة الجيش على السلطة في تموز/يوليو، أٌثنى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري على قائد الانقلاب الفريق عبد الفتاح السيسي لأنه قام بإعادة الديمقراطية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر الماضي، وفي إشارة موافقة على الانقلاب زار كيري القاهرة حيث قال إن خريطة الطريق التي تقدم بها السيسي يتم تطبيقها على أفضل ما نريد".
ورأى الكاتب أن الاستفتاء اليوم هو الخطوة الأولى نحو تطبيق خريطة الطريق، والهدف الرئيسي منه ليس الاستفتاء على الدستور، "بل تعزيز القبضة الحديدية للجيش والقوات الأمنية على النظام السياسي المصري".
وبرأي أوبورن، فإن الاستفتاء ليس ديمقراطيا بحال، والسبب أن "هناك آلاف الملصقات التي تدعو المصريين للتصويت بنعم، ولكن في زيارتي للقاهرة الأسبوع الماضي، لم أقابل واحدا يدعو للتصويت بلا. وسبب ذلك ظهر في تقرير سيصدر اليوم عن منظمة "هيومن رايتس ووتش" الذي ذكر أن الداعين لعدم التصويت على الدستور تم اعتقالهم ووجهت إليهم اتهامات بمحاولة "إسقاط النظام". اما الحزب الرئيسي المعارض وهي جماعة الإخوان المسلمين فقد صنفت (بدون تقديم أي دليل) كجماعة إرهابية".
وتحدث الكاتب عن التقارير التي قالت إن حزب "مصر القوية"، والذي يقدم نفسه على أنه ليبرالي أجبر على تعليق حملته بسبب حملة الاعتقالات التي تعرض لها أعضاؤه".
ويضيف الكاتب "في الوقت نفسه قال الجنرال السيسي إن حملة استفتاء ناجحة هذا الأسبوع ستعطيه الرخصة كي يرشح نفسه للانتخابات الرئاسية في وقت لاحق من هذا العام، فالانقلاب الذي أعاد الحكم العسكري لمصر اعتبرته القاعدة تأكيدا لصحة أيديولوجيتها القاتلة".
ويختم بالقول إن "التصاق السناتور كيري (وويليام هيغ – وزير الخارجية البريطاني) بالنظام العسكري الإجرامي المصري تبدو وبشكل متزايد غير متوازنة وتدعو للغرابة، وحان الوقت للاسيتقاظ والتعرف على ما يحدث هناك".