طالب رئيس الحكومة
اللبنانية السابق، سعد
الحريري مساء الاثنين، الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن
نصر الله بالانسحاب من
سوريا، وتسليم المتهمين باغتيال والده رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري إلى العدالة.
وكان رفيق الحريري قد تم اغتياله بتفجير كبير استهدفه في 14 فبراير/ شباط 2005 في بيروت.
وقال الحريري خلال مقابلة تلفزيونية معه، بثتها
قناة المستقبل المحلية الاثنين: "إن الرئيس السوري هو الذي أعطى الأمر باغتيال والدي"، واصفًا إياه بأنه "سفاح يتحدث بالعدالة، ويقتل شعبه، وأنه تكفيري".
ولفت إلى أنه لن يغطي ويدعم القتال في سوريا، ولا القتل أو المتهمين باغتيال الحريري.
واعتبر المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، المنعقدة في لاهاي أنها "إنجاز تاريخي للبنان"، مشيرًا إلى أنها هي التي "ستوقف الاغتيالات في لبنان".
وأضاف أن مسار المحكمة "سائر مهما فعلوا، ورغم كل التخوين".
وبدأت المحكمة الدولية جلسات محاكمة المتهمين الأسبوع الماضي بالاستماع إلى ممثلي الادعاء الذين عرضوا التسلسل الزمني لـ"مؤامرة الاغتيال" وحركة اتصالات المتهمين ومهماتهم التي سبقت العملية.
وأقر مجلس الأمن عام 2007 رسميًا عمل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي بدأت مطلع مارس/ آذار 2009 محاكمة المتهمين بتنفيذ اعتداء 14 فبراير/ شباط 2005 الذي أدى إلى مقتل الحريري و23 شخصاً آخرين بينهم مرافقوه.
وأصدرت المحكمة في العام 2011 قرار اتّهام بحقّ أربعة أفراد ينتمون لحزب الله؛ لدورهم المزعوم في اغتيال الحريري، وهم سليم عيّاش ومصطفى بدر الدين، وحسين عنيسي، وأسد صبرا.
وفي سبتمبر/ أيلول الماضي، أعلنت المحكمة أن قاضي الإجراءات التمهيدية فيها، صدّق قرار اتّهام جديد بحق اللبناني حسن حبيب مرعي، المتهم أيضًا بالمشاركة باغتيال الحريري.
وأعلن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، في 4 يوليو/ تموز 2011 رفضه قرار المحكمة وكل ما يصدر عنها، واصفًا إيّاها بأنها "أمريكية - إسرائيلية ذات أحكام باطلة".
وجدد الحريري وقوفه إلى جانب الثورة السورية "سياسيا وإعلاميا بدون إرسال المقاتلين".
وعن الهبة السعودية للجيش اللبناني بقيمة 3 مليارات دولار أمريكي، قال الحريري إنها "تثبت لكل اللبنانيين أن السعودية لا تريد إلا الخير للبنان".
وكان الرئيس اللبناني ميشال سليمان، أعلن نهاية شهر ديسمبر/ كانون الأول الماضي عن مساعدة بمقدار 3 مليارات دولار من السعودية مخصصة لتقوية قدرات الجيش اللبناني ولحصوله على أسلحة جديدة وحديثة، لافتًا إلى أن المساعدة السعودية ستسمح بتسليح الجيش من قبل الجانب الفرنسي.
وأبدى الحريري استعداده المشاركة في حكومة جديدة "ليس فيها ثلث معطل" (أي يكون ثلث أعضاء الحكومة من فريق سياسي معارض)، مشيرا إلى أن لبنان لم يعد يحتمل الوضع "المتشنج".
ويعيش لبنان منذ أكثر من 8 أشهر بدون حكومة بعد استقالة حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وتكليف الرئيس تمام سلام بتشكيل الحكومة الجديدة، بسبب الانقسام السياسي الحاد بين قوى 8 آذار المؤيدة للنظام السوري، وقوى 14 آذار المعارضة له.