أكد وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، أن "مثول
الأسد أمام محكمة
الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب
جرائم حرب، لم يعد احتمالا، وإنما أصبح شيئا أكيدا لا مفر منه".
وأضاف، "لأنه لو لم تكن هناك محاسبة للمخطئين دوليا، لما كانت هناك حاجة للنظام العالمي، فكما أن الجميع مسؤولون داخليا عما يفعلون، فهم كذلك مسؤولون عما فعلوا أمام المجتمع الدولي".
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير التركي في العاصمة البلجيكة،
بروكسل على هامش الزيارة التي يرافق فيها رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان للمدينة، بناء على دعوة من رئيس المجلس الأوروبي، لإجراء مباحثات رسمية.
وأشار إلى أن مجلس الأمن الدولي، يواجه امتحانا جديدا بخصوص ملف الأزمة السورية، وآخر تطوراتها التي تكشف عن ارتكاب الأسد لفظائع لا يمكن السكوت عليها.
ولفت أوغلو إلى أنه "من غير الممكن أن يكون للصمت وجودا حيال الأحداث التي تشهدها
سوريا بعد الآن"، موضحا أن بلاده "على مدار ثلاث سنوات وهى تحاول جذب أنظار العالم إلى معاناة السوريين، وإلى ما يتعرضون له من تعذيب وقتل كما أوضحت الصور المسربة مؤخرا".
وقال الوزير التركي: "إن الصور الفوتوغرافية التي نشرتها الأناضول، التي سربها منشق عن الشرطة العسكرية السورية، كان لها تاثير كبير على الحالة النفسية لكل من شاهدها"، لافتا إلى أنها "تثبت أننا أمام حالة قانونية، وليس جريمة ضد الإنسانية فحسب".
وأوضح أن "المهم الآن أن يقوم المحققون الدوليون، بفحص تلك الصور التي بلغ عددها 55 ألف صورة، توثق لحالات تعذيب وقتل وتجويع قام بها النظام السوري بحق معارضيه"، لافتا إلى "ثبوت صحة تلك الصور، أمر يؤكده الخبراء والمحققون الدوليون فقط".
ومضى قائلا "وأنا على ثقة كبيرة، من أن الذين يدافعون عن الأسد داخل سوريا وخارجها، سيضطرون للتفكير أكثر، ويراجعون مواقفهم التي يتخذونها حاليا من النظام السوري"، موضحا أنه "لا يوجد على ظهر الأرض، أي شخص لديه ذرة من ضمير، يقبل ما يفعله الأسد بشعب بأكمله".
ولفت الوزير التركي إلى أن "تلك الصور سيكون لها تأثير كبير على مؤتمر جنيف 2، الذي ينطلق الأربعاء، في منتجع "منترو" السويسري"، مضيفا "لن تكون هناك أي عملية بخصوص الأزمة السورية، إلا وسيكون لتلك الصور تأثير عليها، كما أثرت على كل من شاهدها".
وأعرب داود أوغلو عن أمله في أن "تنبه تلك الصور من يعتقدون أن نظام بشار الأسد يمكنه تحقيق الاستقرار في سوريا، أو الحصول على رضا الشعب، وأن تنبه من يقومون بمساعي دبلوماسية في هذا الاتجاه".