قال عضو المجلس العسكري لبلدة الرياينة الجبلية يوسف الساعدي، الاثنين، إن مجهولين اغتالوا رئيس المجلس البلدي للريانية عيسي الأجرب أثناء تفقده للأوضاع الأمنية بالبلدة.
وأوضح الساعدي، الاثنين، أن "رئيس المجلس كان في جولة تفقدية للمقر الأمني بالبلدة والمرافق الحكومية ومستشفى البلدة، ومعه ثلاثة عناصر أمنية، قبل أن يكتشفوا وجود سيارة مدنية تلاحقهم ليطلقوا النار في الهواء لتفر وتعود من شارع آخر وتطلق وابلا من الرصاص الحي ليقتل على إثرها الأجرب ويصاب العناصر الأمنية التي كانت معه".
وأضاف المسؤول الليبي أن "الأجرب تعرض لمحاولة
اغتيال بالسابق إلا أنها فشلت، ونصحته القوات الأمنية بالبلدة بعدم الخروج ليلا حفاظا على سلامته إلا أنه خرج لتفقد الأوضاع الأمنية ومتابعة أحوال البلدة".
وأشار إلى أنه "تم القبض على اثنين مشتبه بهما بالنظر لتحركاتهم الأخيرة، ومازال التحقيق جار معهما".
وكشف المسؤول العسكري بالبلدة أن "مؤيدين للنظام السابق قاموا بحرق إطارات السيارات ورفعوا الأعلام الخضراء وقاموا بالكتابات المعادية للثورة على جدران المباني بالبلدة بالفترة الماضية".
وتقع بلدة الرياينة الجبلية جنوب غربي العاصمة الليبية طرابلس، وكانت تُعرف أنها من معاقل مؤيدي الرئيس الراحل معمر
القذافي بالجبل الغربي.
وشهدت كثير من المدن والبلدات غرب وجنوب البلاد المعروفة بتأييدها لنظام القذافي دعوات متلاحقة للاستمرار بتأييد القذافي، وذلك بالتظاهر ورفع صوره.
154 قتيلا و463 جريحا حصيلة اشتباكات في ثلاثة مدن الشهر الحالي
وفي سياق متصل، قال المتحدث باسم وزارة الصحة الليبية عمار محمد إن حصيلة ضحايا
الاشتباكات التي شهدتها بثلاثة مدن ليبية خلال شهر كانون الثاني/ يناير الجاري، بلغت 154 قتيلا، و463 جريحا، فيما أعربت لجنة الشؤون الإنسانية ببعثة الأمم المتحدة لدى
ليبيا عن قلقها إزاء نزوح مئات الأسر.
وأوضح عمار أن "أعداد القتلى وصلت إلى 154 شخصا، والجرحى 463 بعضهم في حالات حرجة، إثر الاشتباكات العنيفة التي شهدتها مدينة سبها والعجيلات، وورشفانة خلال شهر كانون الثاني/ يناير الجاري".
وأضاف عمار أن "الوزارة شكلت غرفة عمليات لمتابعة الأزمة الصحية بالمناطق الدائر فيها الصراع المسلح، فيما أعلنت حالة الطوارئ القصوى بكافة المستشفيات والعيادات الحكومية لإغاثة وعلاج المصابين".
وأوضح أنه يجري تسيير عدة رحلات لإجلاء الجرحى والمصابين، وعلاجهم بالداخل أو الخارج إلى دول مثل تركيا وتونس، مشيرا إلى هناك نقص في الإمداد الطبي ببعض المستشفيات، القريبة من النزاعات نظرا لصعوبة الوصول إليها.
وفي بيان صحفي، الإثنين، أعربت لجنة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لدي ليبيا عن قلقها المتزايد إزاء الآثار التي خلفتها الاشتباكات الدامية في مدينة سبها جنوب ليبيا، مشيرة إلى أنها أدت إلى نزوح مئات الأسر لعدة بلدات جنوبية.
وطالبت اللجنة بوضع حد للعنف، والحفاظ على المدنيين، وإيصال الدعم الإنساني لهم دون أي عوائق، متعهدة بتقديم مساعدات للأسر النازحة خلال الساعات المقبلة.
ويشهد الجنوب الليبي، من مرزق غربا إلى الكفرة شرقا، مرورا بمدينة سبها، توترات حادة، منذ نحو شهرين، الأمر الذي أدى إلى معاناة السكان من نقص حاد في إمدادات الأغذية والدواء والوقود.
وانتقلت الاشتباكات إلى طرابلس بعد أن تشجع موالون للنظام السابق، لتنفيذ هجمات فيها، إثر معارك خاضتها قوات الأمن، مع قبائل التبو القاطنة في منطقة "فزان"، جنوب ليبيا، والتي كانت تحارب إلى جانب نظام القذافي، وبدأت بشن هجمات على قوات الأمن والمدنيين، في سبيل استعادة السطوة التي كانوا يحظون بها أيام القذافي.
ولا تزال المواجهات المسلحة التي أودت بحياة العشرات تجري بين مسلحين محسوبين على النظام السابق سيطروا على مواقع عسكرية جنوبي ليبيا ضد قوات الجيش وقبائل مؤيدة لثورة شباط/ فبراير 2011 تتمركز جنوبي البلاد، فيما قامت غرفة ثوار ليبيا، وقبائل صبراته غربي البلاد بحصار قبائل ورشفانة والعجيلات حيث يتبادل الطرفان إطلاق النار، فيما لم يصدر عن السلطات أي تأييد لشرعية حصار بعض المناطق من قبل الثوار، باستثناء الإعلان عن حالة نفير عام في البلاد.
وتحاول الحكومة الليبية السيطرة على الوضع الأمني المضطرب في البلاد جراء انتشار السلاح، وتشكيل ميليشيات تتمتع بالقوة ولا تخضع لأوامر السلطة الوليدة.