تزايدت في الأيام الأخيرة الفتاوى الدينية الصادرة من شيوخ مؤيدين للانقلاب العسكري يهاجمون فيها أعضاء الإخوان المسلمين ويحرمون التعامل معهم.
وكان آخر تلك الفتاوى التي أثارت لغطا كبيرا في
مصر، ما صرح به أحد الشيوخ بوجوب التفريق بين الزوج وزوجته الإخوانية.
ويقول مراقبون إن تلك الفتوى لن تكون الأخيرة في ظل حالة الاستقطاب الحاد التي تضرب مصر منذ شهور طويلة، وكذلك توظيف الدين من قبل السلطة الحاكمة ومؤيديها بهدف تحقيق مكاسب سياسية، على الرغم من أن خلط الدين بالسياسة كان أحد أهم الانتقادات التي يوجهونها إلى الجماعة.
يبلغ عن زوجته
وقالت إن أحد المواطنين تقدم ببلاغ إلى نيابة أمن الدولة العليا في مصر الأربعاء الماضي ضد زوجته، وطالب الزوج باتخاذ الإجراءات القانونية ضد الزوجة لكونها منضمة إلى جماعة الإخوان المسلمين، وأرفق في بلاغه صورة لها وهي تشير بعلامة رابعة.
وقال الزوج في البلاغ إن "ميول" زوجته الإخوانية انكشفت منذ تولي الرئيس محمد مرسي منصبه، وبعد الانقلاب بدأت تتصل بأعضاء الجماعة وأنه يتم إسناد مهام لها جعلتها تسافر إلى لندن وبرلين خلال الأسابيع الماضية، كما اتهم زوجته بتحريض الطلاب على التظاهر في الجامعة مستغلة في ذلك وظيفتها كمدرس مساعد بإحدى كليات الطب.
ونقلت الوكالة عن محامي مقدم البلاغ إن النيابة أمرت بفتح التحقيق في الشكوى وأنها ستستدعي الزوجة خلال الأيام القادمة للتحقيق معها في التهم الموجهة إليها.
وفي سياق ذي صلة، أفتت عميدة كلية الدراسات الإسلامية-بنات بجامعة الأزهر سابقا، بفسخ خطبة الشاب من خطيبته إذا كانت تنتمي إلى جماعة الإخوان، لأن الفكر الإخواني هو فكر «مسمم» ويضاد صحيح الدين.
وبررت الدكتورة سعاد صالح، فتواها بأنها تهدف إلى الحفاظ على الأسرة والدين ومصلحة العائلة والوطن.
وأضافت - ردا على سؤال من إحدى المشاهدات لبرنامجها التلفزيوني - أنه طالما لم يتزوجها فله أن يفسخ خطبته بها أخذا بمبدأ أخف الضررين، لأنها ستسبب له مشاكل مع والديه وعائلته وستؤثر على أبنائه في المستقل.
طلق زوجتك الإخوانية
وأفتى إمام وخطيب مسجد عمر مكرم بتطليق الزوجة المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين، بحجة أن مصلحة الوطن والدين مقدمة على المصالح الشخصية.
وقال مظهر شاهين في برنامجه التلفزيوني على قناة "صدى البلد" مساء الخميس الماضي إنه إذا تبرأت تلك الزوجة من انتمائها للإخوان فيستمر الزواج، أما إذا تمسكت بـ "أفكارها الإرهابية المتطرفة ضد الوطن وضد الدين" فقد وجب تطليقها، وسيجد الزوج مائة واحدة أخرى أفضل منها على حد قوله.
وأضاف شاهين - المعروف بعداوته الشديدة للإخوان - "الزوجة الإخوانية هي بمثابة خلية إخوانية أو قنبلة موقوتة بغرفة نومك"، مناشدا الأزواج التضحية بالزوجة الإخوانية في سبيل عدم التضحية بالوطن.
وبعد يوم من اللغط الشديد بسبب فتواه الأخيرة، أكد شاهين تمسكه بها، موضحا أن الرجل من حقه أن يطلق زوجته إذا ثبتت خيانتها له، وأن خيانتها للوطن ومشاركتها في القتل وحرق المنشآت أشد، وأنه إذا كانت خيانة الزوجة لزوجها كبيرة فخيانتها للوطن أكبر الكبائر.
وتابع - عبر صفحته على "فيسبوك" - شرط تطليق الزوج لزوجته إذا اكتشف أنها إرهابية أن يعرض عليها التوبة والعودة إلي الوطنية - كما يفعل مع المرتدة عن الإسلام - فإن تابت فلا يطلقها، وإن أبت فقد ثبتت خيانتها ويجب عليه تطليقها.
ومنذ أسبوعين هاجم مظهر شاهين جماعة الإخوان المسلمين، معتبرا إياهم "تنظيما مرتدا وأفتى بعدم جواز الصلاة عليهم، ولا دفنهم في مقابر المسلمين".
وقبل ذلك بأسبوع آخر أفتى شاهين بتحريم البيع أو الشراء من المحال التجارية المملوكة لأعضاء في جماعة الإخوان.
وأكد شاهين أن من يعامل الإخوان تجاريا بأية صورة يساهم في تربيحهم أموالا يستخدمونها هم في تدمير الوطن، على حد قوله.
تلك الفتاوى ومثيلاتها أثارت ردود أفعال متباينة على مواقع التواصل الاجتماعي بين مؤيد ومعارض، كما استنكرها علماء الدين الذين أكدوا أنها لا تستند إلى أي أساس شرعي.
وأكدوا أنه لا يجوز تحريم التعامل - من زواج وتجارة - مع بعض أبناء الوطن من ذوي الاتجاهات السياسية المختلفة بدون أدلة قاطعة.
ووصف الدكتور عبد الغفار هلال عضو لجنة القرآن والسنة بجامعة الأزهر فتوى شاهين بأنها باطلة، قائلا: "الخلاف السياسي ليس له صلة بالعمل التجاري، وإلا كان من الأولى أن توقف مصر التعامل التجاري مع أوروبا وأمريكا".
واستنكر الشيخ خالد الجندي فتوى شاهين بالتفريق بين الزوج وزوجته الإخوانية، وقال: "إن الإسلام أباح الزواج بنساء أهل الكتاب المختلفين معنا في الدين، فكيف نطلق الزوجة المختلفة مع زوجها في الفكر السياسي؟!"
وأكد الجندي في تصريح لوكالة أنباء آكي الإيطالية الجمعة أن فتوى تطليق الزوجة بسبب الخلاف السياسي مستغربة، فهذا خلاف سياسي وليس دينيا ويجب أن يبقي في إطاره الصحيح.