يرى
الإسرائيليون أنه إذا ما فشلت الجهود لقمع الانتفاضة الحالية في
مصر، سيتعين على من في سدة الحكم أن يتنازل ويعطي على الأقل جوابا جزئيا على مطالب الإخوان وربما إشراكهم في الحكم.
ويقول الكاتب "أفرايم كام" إن نقطة الانطلاق للتدهور الحالي في مصر هي عزل الإخوان المسلمين عن الحكم من قبل الجيش، في ظل التعاون مع المعسكر الليبرالي وبدعم ملايين المصريين، كما يشير إلى أنه وبعد إسقاط حكم الإخوان، أديرت معهم اتصالات بهدف إشراكهم في الحكم، ولكن كلاعب ثانوي. غير أن المحاولة فشلت في مهدها لان الإخوان رفضوا التسليم بعزلهم عن الحكم بعد أن حظوا بثقة أغلبية الشعب في انتخابات ديمقراطية للبرلمان وللرئاسة.
ويضيف في مقاله المنشور في صحيفة (نظرة عليا) الإسرائيلية، الخميس، أنه في هذه المرحلة من الصعب أن نرى نهاية للتدهور، لأنه لا يوجد اليوم أي بداية لحوار حقيقي بين الطرفين على وقف العنف وتوافق على تسوية سياسية، فالإخوان يترددون بين الانخراط في الحكم، الذي يعني في نظرهم التخلي عن مطلب عادل في العودة إلى مواقع الحكم التي اكتسبوها عن حق، وبين الصراع الشامل الذي يتهمون فيه في نظر أغلبية الشعب بتدهور مصر إلى الفوضى.
ويقر كام بأنه سيكون من الصعب على
السيسي أن يتغلب ويقمع بالقوة منظمة كبيرة، ثابتة التنظيم، ذات جذور ودوافع عالية كالإخوان، مشيراً إلى أن تدهور الأوضاع قد يصل بمصر إلى حرب أهلية عامة مثلما هو الوضع في سوريا.
أما ما يمس إسرائيل بسبب أوضاع مصر الحالية فيرى الكاتب أن مظاهر العنف والعمليات في مصر غير مرغوب فيها بالنسبة لإسرائيل لأنها تمس باستقرار النظام الأهم بالنسبة لها، ناهيك عن أن العمليات قد تنتقل إلى أراضيها عبر سيناء.
والأمر الآخر بحسب الكاتب هو أن النظام العسكري الحاكم حالياً أفضل لإسرائيل بكثير من نظام الإخوان، لا سيما أن التعاون الأمني ازداد مع مصر مؤخراً إلى جانب معاداة الجيش المصري لحماس التي تشكل قلقاً مستمراً لإسرائيل.