نقلت وكالة أنباء فارس
الإيرانية عن المرشد الإيراني علي
خامنئي قوله إن "لا جدوى من المساومة مع المستكبرين". وقالت الوكالة أن تصريح خامنئي جاء خلال استقباله حشدا من القادة والكوادر من سلاح الجو الإيراني، مصيفة أن خامنئي "انتقد بعض التصريحات في الداخل، من التي تكرر إيحاءات الأعداء".
وقال خامنئي إن "مصير ثورة ما في مواجهة حاكم مستبد دون الجهاد أمام قوى الهيمنة الأجنبية الداعمة له تؤدي الى هزيمة قادة الثورة وفشلها أو خيانتهم"، ولم توضح الوكالة ماذا قصد خامنئي بهذه الجملة الأخيرة، ولا في أي سياق وردت، وإن بدا أنها نوع من الرد على بعض التصريحات الأمريكية الملوحة بالقوة في حال فشل المفاوضات بشأن الاتفاق النووي.
ويرى مراقبون أن الحديث التصعيدي لخامنئي يبدو محاولة للدخول على خط الجدل المحتدم في الداخل الإيراني حيال الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، وحيث يرى كثيرون أن الخلاف يبدو حقيقيا، وليس مجرد مسرحية، ويرون أن سكوت المرشد عنه يأتي لاعتبارات ما يمكن أن يترتب عليه من فوائد في سياق المفاوضات التي تتواصل من أجل التوصل إلى اتفاق نهائي بعد نهاية الشهور الستة للاتفاق المرحلي.
وفي حين يُجمع المراقبون على أن ملف السياسة الخارجية لا يخرج عن سيطرة المرشد، فإن الجدل حول اتفاق النووي، وقناعة كثيرين بأن روحاني لم يكن يتحرك في هذا الاتجاه دون إذن المرشد، ربما يؤدي إلى تعطيل الاتفاق خشية فقدان المرشد لبعض هيبته.
لكن إدراك المرشد لحقيقة رغبة غالبية الشارع الإيراني في التخلص من العقوبات ربما دفعت بدورها نحو المضي في ذلك الاتجاه، مع اختبار نوايا أمريكا والغرب، بخاصة حيال الملف السوري الذي يحظى باهتمام خاص في الدوائر الإيرانية، باعتباره حجر الزاوية في المشروع الإيراني في المنطقة.