أشادت صحيفة "هآرتس"
الإسرائيلية، برئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، الذي وصفته بـ"الرئيس العادل والنزيه، الذي لا يشتهي السلطة، وهو يريد حقا إنهاء الصراع الإسرائيلي- الفلسطيني باتفاق عادل".
وألقى المفاوض السابق رون فونداك باللائمة على "الحكومة الحالية التي تأبى عليه باستكبارها وعنادها إتمام ذلك"، بحسب ما نشرت، وتطمح في الوقت ذاته بحكومة على مقاس حكومة
أولمرت الذي وصفته بـ"الشجاع".
وفي معرض تعداد مآثر عباس تجاه الكيان الإسرائيلي، قال فونداك "إنه الشخص الذي قاد عرفات ومنظمة التحرير الفلسطينية إلى القرار التاريخي في تشرين الثاني 1988 على
الاعتراف بإسرائيل على أساس قرار الأمم المتحدة 242 الذي يشمل اعترافا بدولة إسرائيل وبحقها في العيش في سلام في حدود آمنة معترف بها".
وأردف يكيل له المديح، بأنه "الشخص الذي قاد (م.ت.ف) إلى التوقيع على اتفاق أوسلو الذي يشمل – ببواعث السياسة الواقعية – تنازلا فلسطينيا داخليا عن 78 بالمئة من مساحة أرض إسرائيل/ فلسطين حتى قبل التسوية الدائمة".
وتابع بأنه "الشخص الذي قاد إلى الرسالة التي نقلت من ياسر عرفات إلى إسحق رابين التي جاء فيها أن (م.ت.ف) تعترف بحق إسرائيل في الوجود في سلام وأمن".
ورغم كل الانتقادات التي يوجهها إليه بعض السياسيين والصحفيين تحت اسم "
أبو مازن فوبي"، فإن عباس "هو الشخص الذي يكرر طلبه أن يكون الاتفاق بين إسرائيل وفلسطين نهاية للصراع وأن يفضي إلى إنهاء المطالب، كما أنه الشخص الذي يخط الطريق للتخلي بالفعل عن حق العودة بقوله للقناة الثانية إنه يدرك أنه لن يعود هو نفسه إلى بيته في صفد"، على حد توصيف "هآرتس".
وأضافت أنه "حان الوقت للتدقيق في الأمور.. والاستنتاج بسيط وهو أن صيغة سلام أبو مازن كانت وما زالت واضحة وهي إنهاء الصراع واتفاق دائم يفضي إلى سلام وتطبيع علاقات بين إسرائيل وكل الدول العربية وكل الدول الإسلامية أيضا".
ويحاول فونداك جاهدا إقناع الشارع في الكيان الاسرائيلي، بأن عباس هو المكسب لـ"إسرائيل"، وأنه لا تجب معاداته أو انتقاده أو التخوف من مقاصده، لأنه "أراد ويريد التوقيع على اتفاق مع إسرائيل، وأن السبب الرئيس الذي يجعله موجودا في منصبه إرادته أن ينهي الاحتلال وإنشاء دولة فلسطينية في حدود 1967 وسلام مع إسرائيل يراه لبنة استراتيجية في المستقبل الفلسطيني".
وهو لذلك يدعو إلى أن لا يتهمه أحد "بمختلف التهم التي ليس لها أساس في الواقع إلى أن يأتي رئيس وزراء إسرائيلي شجاع مثل أولمرت ويعرض عليه صفقة عادلة غير مُذلة، لا من موقع قوة واستكبار كما يجري في هذه الأيام".