علقت صحيفة "ديلي تلغراف" على عزل رئيس هيئة الجيش السوري الحر اللواء سليم إدريس بالقول إن استبدال اللواء الذي انشق عن نظام بشار الأسد قبل عامين جاء في محاولة لتعزيز الجبهة الجنوبية في سورية، حيث يعمل قادة المعارضة وبتشجيع من الاستخبارات الأمريكية والسعودية وحلفاء آخرين على تجميع أنفسهم واستهداف المناطق الجنوبية في سورية وإحياء الجهود ضد النظام السوري بعد فشل جولتين من المحادثات في جنيف.
ونقل عن مستشار للإئتلاف الوطني السوري "تعتبر الجبهة الجنوبية عنصرا مهما في استراتيجية
الجيش الحر"، وأضاف أن "خطوط الإمداد والإتصالات مؤمنة ويمكن من خلالها جلب كميات كبيرة من الدعم للخطوط الأمامية في دمشق".
وقال إن اختيار العميد عبد الإله بشير سيلقى دعما من القوى الغربية التي تدعم المقاتلين. وأضاف إن "أرصدته كوطني ومعتدل قوية"، مما يعني أنه بامكان الغرب التعاون معه.
وكان الجنرال سليم ادريس الذي عزل عبر شريط فيديو بسبب خسائر المعارضة الأخيرة وقضايا أخرى تتعلق بطريقة إدارته للجبهات وعدم إقامته في داخل سورية.
وتعامل الغرب مع إدريس لأنه يتحدث اللغة الإنكليزية والألمانية عندما اختير في كانون الأول (ديسمبر) 2012 رئيسا لهيئة أركان الجيش الحر، ولم تكن لديه الخبرات الكافية لقيادة الجبهة، فهو مهندس الكتروني وعمل محاضرا في الأكاديمية العسكرية في حلب.
ويبدو أن اختفاءه عن الأضواء ارتبط بالهجوم الذي قام به مقاتلون تابعون للجبهة الإسلامية على مستودعات للسلاح في أطمة. وعندها قيل إنه فر إلى قطر لكنه نفى الأنباء. ولكن قادة الإئتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة بدأوا بالتعبير عن عدم ثقتهم به وبقيادته.
ومقارنة معه فالعميد بشير متخصص في قيادة القوات البرية عندما كان في الجيش النظامي السوري ولديه رجال يقاتلون في منطقة جنوب دمشق وقتل ابنه في المعارك مع النظام وهو ما سيجعل الكثيرين يترددون في وصف المعارضة والجيش الحر بأنه مجموعة من قيادات الفنادق.
وأكثر من هذا ترى الولايات المتحدة في الأردن قاعدتهم لتزويد المعارضة بالأسلحة التي تمولها السعودية وتشمل صواريخ مضادة للطائرات. ويتحدث المقاتلون عن حملة "الجبهة الجنوبية" التي تهدف لوضع ضغط على الأسد والعاصمة السورية خاصة بعد رفض النظام مناقشة فكرة نقل السلطة لحكومة انتقالية.
وكان ثلاثة من قيادات الكتائب المقاتلة في جنوب سورية قد رافقت الإئتلاف للجولة الثانية من محادثات جنيف، وفي يوم الجمعة عقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما محادثات مع العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني وتركزت المحادثات على الحرب في سورية وتداعياتها على الأردن.
ويرى الغرب في الجنوب السوري منطقة مضمونة خاصة أن حضور القاعدة فيها قليل مقارنة مع الشمال. ويقوم الأردن بممارسة دور ونفوذ على المقاتلين والأسلحة التي تمر عبر الأراضي الأردنية لسورية.