جانب من مؤتمر السلامة المهنية للصحفيين في صنعاء - عربي21
نظمت نقابة الصحفييناليمنيين، بالتعاون مع الاتحاد الدولي للصحفيين، مؤتمرا في العاصمة اليمنية، بعنوان "السلامة المهنية في الإعلام اليمني"، وسط حضور مندوب وزارة الداخلية والعديد من العاملين في الوسائل الإعلامية والصحفية اليمنية.
وقال رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم بوملحة، إن "وفاة أيّ صحفي يعتبر حدثاً مهما؛ فالاتحاد يقوم بعملية التوثيق والتحقيق في عملية قتل الصحفيين، وذلك لمعرفة من يقف وراء تلك العملية، ونحن ــ الاتحاد الدولي للصحفيين ــ منذ 21 سنة نوثق الحوادث التي يتعرض لها الصحفيون".
وأضاف على هامش مؤتمر السلامة المهنية الذي عقد الأربعاء، في صنعاء، أنه كان من المؤلم أن وصلت حصيلة قتلى الصحفيين خلال العام الماضي إلى 102، قتلوا بالاستهداف المباشر أثناء عملهم الصحفي.
وأوضح أن صحفيين اثنين بالمعدل، يلقيان مصرعهما كل أسبوع، خلال العشر السنوات الماضية.
وأكد أن "الإفلات من العقاب جائزة مجانية، وأن أرخص طريقة هي أن تقوم بالاعتداء على صحفي أو قتله"، ولفت إلى سعي الاتحاد الدولي لإقرار اليوم العالمي لملاحقة قتلة الصحفيين.
وبحسب بوملحة، فإن "الحل الوحيد لإفلات القتلة من العقاب، هو العمل على دفع الحكومات إلى تطبيق القانون على قتلة الصحفيين".
بدوره، شدّد نقيب الصحفيين اليمنيين ياسين المسعودي على أن "السلامة المهنية للصحفي ضرورية، لتفويت الفرصة على من يستهدفه بهدف قتل الحقيقة".
وأضاف لــ"عربي 21"، أنه لا بدّ من أن يتبع الصحفي الأساليب الوقائية لعملية الاستهداف التي تُهدد قدرات الصحفي على مواصلة العمل المهني، واستمراره في نقل الحقائق للجمهور، بل وتهدد حياته في أحيانا كثيرة.
وأشار إلى أنه "لا يخفى على أحد أن الإعلام أصبح يلعب دروا كبيرا وخطيرا في صناعة القرار، وأنه أصبح المرجعية الأولى لصانع القرار، سواء على المستويات المحلية أو الإقليمية أو الدولية".
وأوضح أن "التغطية الإعلامية والصحفية قد لا تٌريح أطرافا معينة، وقد تضر بها، ولهذا فإنه يمكن في هذه الحالة استهداف الصحفيين بقصد إخفاء الحقائق، وتطويعها لصالحها".
ودعا العاملين في الصحافة والإعلام إلى الاستمرارية في بذل الجهود، خدمة للحقيقة وللجمهور.
وحول دور نقابة الصحفيين في حماية العاملين في الصحافة، وبخاصة بعد أن شهدت الفترة الماضية استهدافا للعديد من مراسلي وسائل الإعلام في اليمن، أوضح المسعودي أن "نقابة الصحفيين اليمنيين تتحرك في هذا الإطار، ولقد كانت النقابة حاضرة في الوقوف إلى جانب من استشهدوا، وهم يؤدون عملهم في ساحات الاعتصام".
وقال المسعودي، إن النقابة تبذل الجهود في متابعة قضايا الصحف التي أوقفت أو صودرت خلال الفترة الماضية، مع مختلف الجهات. وأكد أن "النقابة لا تزال مستمرة في الدفاع عن الصحفيين اليمنيين، ليس على المستوى الداخلي وحسب، بل وعلى المستوى الخارجي أيضًا".
وذكر أن "نقابة الصحفيين اليمنيين تعمل مع اتحاد الصحفيين العرب، والاتحاد الدولي للصحفيين، من أجل تعويض أسر شهداء الحقيقة في اليمن، ومحاكمة من تسببوا في قتلهم".
ولفت إلى أن "نقابة الصحفيين اليمنيين تتابع مسألة التعويض لأسر الصحفيين الذين قتلوا في 2011، وللصحف التي تكبدت خسائر كبيرة أو أوقفت. والأمور ما زالت في أدراج مجلس الوزراء تنتظر البت فيها".
يذكر أن خمسة صحفيين ومصورين قتلوا أثناء تغطيتهم لأحداث الثورة الشبابية في اليمن؛ وتتهم نقابة الصحفيين القوات الأمنية التابعة لنظام الرئيس السابق علي صالح بالتورط في قتلهم، لإخفاء المجازر التي ارتكبتها ضد المتظاهرين المطالبين بإسقاط حكمه.
وقد جرى خلال اللقاء التنسيقي لمؤتمر السلامة المهنية، تكريم المشاركين في دورة السلامة المهنية من مختلف الوسائل والمؤسسات الإعلامية.