أثارت الإستقالة المفاجئة لحكومة حازم
الببلاوي الاثنين علامات استفهام حول ما إذا كان الأمر بمثابة تمهيد لترشح وزير الدفاع المشير عبد الفتاح
السيسي لرئاسة الجمهورية.
ويسود الغموض مصير السيسي حول بقائه في منصبه في الحكومة الجديدة من عدمه، خاصة بعد تضارب الأنباء الواردة من مصادر مقربة من القوات المسلحة بين مؤكد لتركه الوزارة تمهيدا لترشحه للرئاسة ومرجح لاستمراره في منصبه لمدة إضافية.
وأكدت تقارير صحفية عديدة أن
استقالة الحكومة بالكامل فاجأت الوزراء أنفسهم خلال اجتماعهم الأخير صباح الاثنين، حيث كان متوقعا على نطاق واسع أن يُجري الببلاوي تعديلا وزاريا محدودا فقط، بما يسمح بترشح السيسي للرئاسة.
ويقول مراقبون إن الاحتجاجات الفئوية المتصاعدة شكلت ضغوطا كبيرة على الحكومة عجلت برحيلها.
وبالرغم من أن الببلاوي لم يعلن سببا لاستقالة حكومته إلا أن وكالة رويترز نقلت عن مسئول لم تكشف عن هويته قوله إن "الاستقالة خطوة كانت مطلوبة قبل إعلان السيسي ترشحه للرئاسة، وأن الحكومة قدمت استقالة جماعية لرغبة السيسي في ألا يبدو منفردا بالتصرف".
تمهيد لترشح السيسي
وقالت صحيفة "هآارتس" الإسرائيلية إن استقالة الحكومة يهدف إلى تسهيل موقف السيسي عند تشرحه لانتخابات الرئاسة.
وأشارت الصحيفة إلى تصاعد الإضرابات والاعتصامات وعودة أزمات الكهرباء والوقود، موضحة أن الاستقالة في هذا التوقيت ترمي إلى تخفيف الاحتقان في البلاد قبل خوض السيسي الانتخابات.
كما اهتمت الصحف البريطانية بتسليط الضوء على استقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوي، مشيرة إلى أن هذا القرار المفاجئ يمهد الطريق لترشح السيسي لرئاسة الجمهورية.
فمن جانبها، قالت صحيفة البريطانية إن الببلاوي استعرض في كلمته التي ألقاها الاثنين الإنجازات التي حققتها حكومته في الفترة التي تولت فيها المسئولية ومنها تحسن الوضع الأمني وإجراء الاستفتاء على الدستور، غير أنه لم يوضح أسباب استقالة حكومته.
ورأت صحيفة الإندبندنت البريطانية، أن استقالة الحكومة لن تؤدي إلا إلى المزيد من التكهنات حول ترشح المشير السيسي للرئاسة.
ب
ينما أشارت صحيفة "الجارديان" إلى أن إستقالة حكومة الببلاوي قد يكون جزءا من خطة تهدف لتمهيد الطريق أمام ترك السيسي لمنصبه حتى يتمكن من خوض السباق الرئاسي.
أما صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، فقالت إن استقالة الحكومة يمهد الطريق للسيسي ليصل إلى سدة الحكم، حيث يزاح من المشهد الببلاوي الذي ينتقده الجميع بسبب الأزمات الكثيرة التي تعاني منها
مصر في الوقت الراهن.
صندوق السيسي الأسود
من جانبه أكد التحالف الوطني لدعم الشرعية أن إستقالة حكومة الدكتور حازم الببلاوي لن يعفيها من حساب الشعب وأن الحراك الثوري سيتواصل حتى إسقاط الانقلاب واسترداد الثورة.
وعلق التحالف في بيان له الاثنين - تلقى عربي 21 نسخة منه – على استقالة الحكومة قائلا: "استقال من أشرف على قتل المصريين وإفقارهم وبيع الوطن للأمريكان والصهاينة، وظن أنه بذلك يمهد الأجواء للطامع في قصر الرئاسة وراعي جمهورية الكرب والإرهاب والفساد، ولكن هيهات فكل من شارك في هذه الحكومة سيقف أمام محكمتكم، محكمة الشعب الثائر عما قريب ليحاسب على جرائمه ومجازره".
وهاجم البيان السيسي مؤكدا أنه "يفعل كل المتناقضات للاستيلاء على كل شيء رغم فشله، ويضحي بأعوانه في الجريمة واحدا وراء الآخر ويستقدم أعوانا جدد ليبيض وجهه ويتخلص من الصندوق الأسود لجرائمه، متناسيا أنه القائد الفعلي للخراب منذ الانقلاب، ويديه ملطخة بدماء المصريين".
وتابع البيان: "رحيل حكومة "البلاوي" وفشلها في مواجهة مشاكل سبق وأن ملأت الدنيا بها ضجيجا قبل اختطاف الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسي يؤكد لكم ولكل مصري لازال مترددا أن كسر إرادة الشعب وقهره كان هو المستهدف وأن سرقة ثورة 25 يناير كان هو الهدف، فالمشاكل كما هي والفاشلون عادوا للانتقام والإفساد، فاستمروا في حراككم الثوري فالثورة هي الحل، واسقطوا كل أدوات الانقلاب الغاشم وأنقذوا الوطن ومكنوا لإرادة الشعب والقصاص".
كبش فداء
ووصف العضو المؤسس بحزب "الدستور" أحمد سعيد استقالة الحكومة بأنها "كبش فداء" لوصول السيسي لكرسي الرئاسة، مشيرا إلى أنه أمر طبيعي للغاية للتمهيد لترشحه للرئاسة.
وشدد على أهمية أن تكون الحكومة المقبلة تكنوقراط حتى تكون قادرة على تحقيق طموحات ومتطلبات الشارع المصري.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية خلال شهور، ويرجح أن يخوضها السيسي الذي يتعين عليه الاستقالة من منصب النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الدفاع لكي يتسنى له الترشح حيث يمنع الدستور ترشح ضباط الجيش للانتخابات.
وتوقع الصحفي مصطفى بكري - المقرب من الجيش - عدم مشاركة السيسي في الحكومة المقبلة، مؤكدا إعلان السيسي خلال أيام ترشحه للانتخابات الرئاسية.
وقال بكري في تصريحات تلفزيونية: "إن هناك اتجاهين داخل القوات المسلحة، الأول هو تجديد الثقة في السيسي وإعادة تكليفه بحقيبة الدفاع لحين إصدار قانون الانتخابات الرئاسية، والثاني هو بقاؤه خارج الحكومة المقبلة، مشيرا إلى ترجيحه الاتجاه الثاني".