في قاعة بالعاصمة الأردنية عمان، تجلس عشرات
النساء الأردنيات اللاتي تحدين الصعاب، وصنعن
منتجات غذائية وتحفًا وأدوات منزلية بأيديهن في
جمعيات خيرية وبمنازلهن.
وتقوم هؤلاء السيدات بعرض تلك المنتجات على من يأتي لزيارة
المعرض، في محاولة منهن لإعانة أزواجهن وعائلاتهن.
وخلال جولة على معرض لمنتجات الجمعيات والأسر المنتجة في عمان، ترى عددًا كبيرًا من التحف والمنتجات التي تظن للوهلة الأولى أنها من صنع آلات، وإنما هي بالحقيقة صُنعت بأيدي نساء أردنيات رفضن الجلوس كربات منازل، وفضلن العمل من داخل بيوتهن أو من خلال جمعيات، وصنع تحف ومنتجات قد لا تجدها بأي مكان.
فعلى طاولة بالمعرض، تجلس "عريب مهيار" وشقيقتها لتعرضا منتجات وتحفًا فريدة صنعتاها من أخشاب عادية ومن أوراق ملونة ومواد شمعية.
ولفتت "عريب" إلى أنهن قادرات على صنع أي تحفة من الورق والأخشاب شريطة توفر الفكرة، مشيرة إلى أن "أقل تحفة تحتاج لفترة ليست أقل من أسبوعين لصناعتها".
وشكت عريب "عدم توفر الدعم من قبل الحكومة للأسر المنتجة، علاوة على ضعف السوق المحلي على هذه التحف".
فيما قالت نساء أخريات إن "السوق المحلي والبازارات (الأسواق التجارية) التي تنظمها الحكومة تفتقر للإعلان والإعداد اللازمين، مما يجعل الإقبال عليها ضعيفًا، ويشكل عائقًا كبيرًا في تسويق المنتجات لا سيما الغذائية كالأجبان والمخللات (المقبلات)".
وعلى طاولة أخرى، تعيد "رائدة أبو زيد" تدوير بعض المواد التالفة من أقمشة وكرتون لتنتج تحفًا يصعب على مشاهدها معرفة مكوناتها ليظنها أنها صُنعت من مواد خام مخصصة لصنع هذه التحف.
وقالت أبو زيد إن: "هذه الحرفة التي تعلمتها من خلال دورات تلقيتها في جمعيات خيرية، جعلتني امرأة منتجة أساعد زوجي بالإنفاق على حاجات المنزل"، متابعة أن "التسويق يقف عائقًا في بعض الأحيان".
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه أبو زيد التسويق عائقًا أمام منتجاتها، أشارت "نور الحلبي" التي تعمل بمجال تركيب العطور إلى أن الإقبال على عطورها "ممتاز" خصوصًا لرخص أسعارها إذا ما قورنت بالعطور الجاهزة.
وتعرض نساء كثيرات منتجات تراثية كالألبسة التقليدية للمرأة الأردنية وقطع أقمشة فلسطينية تراثية، إضافة إلى قطع أخرى كالخليجية والتركية وقطع حلي عربية وشيشانية.