ساعات قليلة تفصل
لبنان عن المؤتمر الوزاري لـ "
المجموعة الدولية لدعم لبنان" في العاصمة الفرنسية باريس. وكما أصبح معلنا سيجري المؤتمر على مرحلتين: الأولى، افتتاحه في قصر الإليزيه بكلمتين للرئيسين اللبناني والفرنسي، والثانية: جلسة عمل في مقر الخارجية سيتولى إدارتها الوزير لوران فابيوس.
المؤتمر الذي يأتي استكمالا لاجتماع عقد في نيويورك في 25 من سبتمبر الماضي سيغيب عنه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون والممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للسياسية الخارجية والأمن كاثرين أشتون في حين سيحضره وزراء خارجية الدول الخمس الكبرى بالإضافة للأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ووزراء خارجية عرب وأجانب.
وسيركز مؤتمر دعم لبنان وفق مصادر فرنسية على ثلاثة جوانب، هي: تقديم المساعدة للنازحين السوريين ودعم الجيش اللبناني والمساعدات
الاقتصادية.
أسئلة كثيرة تدور حول المؤتمر وما المأمول منه خاصة مع عدم إحراز تقدم في ملف البيان الوزاري وتأزم الوضع الاقتصادي وتزايد أعداد النازحين، وفي ظل موجة تفجيرات غير مسبوقة تعصف بالبلد.
الكاتب والمحلل السياسي شارل جبور رأى أن كل المؤتمرات تؤكد عمليا على دعم لبنان في هذه اللحظة التي يمر بها.
وقال جبور في حديث مع "عربي21" إن "الأمل كان في عقد هذا الاجتماع في ظل حكومة نالت ثقة البرلمان لتتمكن من تحصيل المساعدات الدولية المخصصة للبنان والتى هو في أمس الحاجة لها في هذا الوقت".
واستدرك قائلا: "ربما بعد هذا المؤتمر تتمكن حكومة تمام سلام من نيل الثقة ويتمكن لبنان من الاستفادة من هذا الدعم بكافة أشكاله وخلال الاسبوعين القادمين سنشهد تطورا في مسألة الحكومة لأن الخلاف بين أعضائها ليس خلافا مستحكما وقد تم التوصل إلى نوع من الاتفاق السياسي لتخريج البيان الوزاري وما تبقى مجرد تفاصيل".
وعند سؤاله عن النتائج المتوقعة من هذا المؤتمر قال جبور إن "المجتمع الدولي يريد تحييد لبنان عن الأزمة السورية واعطائه نوعا من الأوكسجين لكي لا يشهد أزمة خطيرة لكن في الوقت نفسه اهتمامات المجتمع الدولي ليست في لبنان وليست في سوريا وهمه فقط هو عدم انهيار لبنان لان انهياره سيأتي إلى امتداد الأزمة السورية وتحولها إلى أزمة إقليمية لذلك لا يجوز أن يتم التعويل أكثر من اللازم على هذا الاجتماع".
هل سيتم الإعلان عن دعم عسكري نوعي للجيش اللبناني أم أن هناك "فيتو" مسبق على ذلك؟ أجاب جبور: "أنا لست مع نظرية التى تقول أن المجتمع الدولي يرفض تسليح الجيش اللبناني وتعزيز قدراته لكي لا يتمكن من مواجهة إسرائيل".
وأضاف خلال حديثه مع "عربي21": "كلنا أمل في تعزيز قدرات الجيش اللبناني بقدرات عسكرية وصورايخ التى تمكنه من الدفاع عن السيادة اللبنانية واسقاط كل الحجج والذرائع التى يتلطى خلفها حزب الله من أجل الحفاظ على سلاحه".
وأكد جبور أن المجتمع الدولي لن يقدم مساعدات عسكرية اذا كانت السلطة السياسية الرسمية بيد حزب الله لذلك على الدولة أن تثبت قدرتها على فرض سيطرتها على كامل الأراضي اللبنانية حسب تعبيره.
من جانبه رأى الخبير المالي والاقتصادي وليد أبو سليمان أن لبنان تكبد خسائر ضخمة ما بين 6 و7 مليارات دولار أميركي جراء الأزمة السورية واستمرار توافد اللاجئين الذين يترواح عددهم حاليا ما بين مليون ومليون و200 ألف نازح.
لكن ابو سليمان أشار خلال حديثه مع "عربي21"، إلى أنه " لايمكن التعويل كثيرا على مؤتمر باريس لأن المجتمع الدولي لوح إلى عدم امكانية التعاون مع لبنان ودعمه ماليا بسبب عدم وجود حكومة نالت ثقة البرلمان فالصندوق الائتماني أنشئ فعليا في ديسمبر/ كانون الأول الماضي ووضع فيه 5 مليون دولار من النروج كأول تبرع لكن أطر الصرف غير موجودة حاليا".
مضيفا أن المطلوب هو إيجاد بديل لإيصال المساعدات عبر مؤسسات الأمم المتحدة وصندوق النقد الدولي لأن لبنان يتكلف سنويا خسائر تزيد عن ملياري دولار وهو ما لا يقدر على تحمله بأي شكل من الأشكال.
هل سيشهد لبنان نموا في مجال الاستثمارات بعد مؤتمر الدعم الدولي؟ قال أبو سليمان: "كان هناك صدمة إيجابية بعيد تشكيل الحكومة لكن التراشق السياسي بين الأطراف السياسية وعدم الانتهاء من البيان الوزاري أدى لنوع من فقدان الثقة عند المستثمرين"، مضيفا أن "المطلوب لإعادة تنشيط الثقة عند هؤلاء هي ببسط الاستقرار الأمني والسياسي في البلاد".