"نائل" طفل لم بتجاوز العاشرة من عمره رفع يديه الصغيرتين الى السماء وأخذ يتمتم بكلمات، ملامحه الدقيقة أخذت تنكمش بينما ارتجفت شفتاه، خرج مع من خرج من سكان مدينة نابلس شمال الضفة الغربية لأداء صلاة الاستسقاء بعد شح الأمطار الهاطلة على فلسطين هذا العام.
ففي احصائية لموقع "طقس فلسطين" يعتبر الموسم الحالي أحد أكثر المواسم جفافا وغرابة في التاريخ الحديث لفلسطين والبلدان المجاورة حسب السجلات المناخية، ولولا العاصفة التاريخية التي ضربت البلاد قبيل منتصف كانون أول، لكان هذا الموسم الأكثر جفافاً على الإطلاق في التاريخ كله.
وبحسب الإحصائية، فإن أكثر المناطق هطولا للأمطار في فلسطين في الموسم الحالي في المناطق الجنوبية الغربية من الإقليم الأوسط الفلسطيني، خصوصا مدن قطاع غزة والمناطق المحيطة به، فعلى سبيل المثال وصلت كمية الأمطار في جباليا إلى حوالي 500 ملم من أصل 421 ملم، بينما لم تتجاوز إحدى بلدات الجليل المشهورة بغزارة ووفرة هطولاتها حاجز الـ340 ملم من أصل 960 ملم.
وقال الناطق الإعلامي باسم لجنة زكاة نابلس أحمد شرف لـ"عربي21" أن اللجنة دعت إلى صلاة الاستسقاء مع مديرية أوقاف نابلس، في ظل انحباس الغيث، والخوف من جفاف قادم، وارتفاع للأسعار؛ داعيا الأغنياء إلى إخراج زكاة أموالهم.
وخلال لقاء "عربي21" بعدد من المواطنين عبروا فيه من قلقهم من انحباس الأمطار وما يترتب عن ذلك من ارتفاع للأسعار؛ قال المواطن عماد الدين اشتيوي: "صلينا اليوم صلاة استسقاء لنزول المطر الذي هو نعمة من نعم الله علينا، ونأمل أن يتم تلبية دعوة كافة المواطنين من كافة الأماكن، ونحن نعلم أن قطاع الزراعة أصبح يشتكي، والآبار بحاجة لتخزين المياه ونأمل من الله العلي القدير أن يستجيب لنا وأن ينزل علينا هذه النعمة التي لا نستغني عنها جميعاً".
وشاركه في ذلك عدد من المواطنين الذين أشاروا إلى الشمس الساطعة في فترة الظهيرة، موضحين أن الأجواء كانت في مثل هذا الشهر ماطرة وتجري السيول في الشوارع، مطالبين من الجهات المعنية أخذ الاستعدادات لما بعد فصل الشتاء، خاصة في ظل تخوفات من ارتفاع أسعار الثروة النباتية والحيوانية.