أكد المتحدث باسم حركة
المقاومة الإسلامية "حماس" سامي أبو زهري، أن قرار محكمة الأمور المستعجلة
المصرية بشأن "حماس" تمثل "نقطة سوداء في تاريخ مصر، وقلبا للمفاهيم، على نحو جعل من إسرائيل صديقة لمصر ومن المقاومة عدوة لها".
وأوضح أبو زهري في تصريحات خاصة لـ "قدس برس" أن قرار القضاء المصري بحق "حماس" قلب المفاهيم رأسا على عقب، وقال: "لم نكن نتمنى أن تتورط فيها المؤسسات المصرية الحالية، لأنه من أعظم ما يميز التاريخ المصري هو اعتباره القضية
الفلسطينية قضية مصرية قبل أن تكون قضية قومية، لكن القرار الأخير للأسف، وما رافقه من تكريس إغلاق معبر رفح ومنع أي نشاطات في ظل فتح معبر طابا للإسرائيليين على مدار الساعة، والسماح للعلم الإسرائيلي بأن يرفرف فوق مبنى سفارة العدو في القاهرة.. كل هذا يقلب المعادلة ويجعل من العدو الإسرائيلي الصديق ومن المقاومة العدو".
ودعا أبو زهري القيادات الحزبية المصرية إلى القيام بدورها لتصحيح هذا الخلل، وقال: "انقلاب المفاهيم يفرض سؤالا على القيادات الحزبية المصرية مثل حمدين صباحي وسيد بدوي وغيرهما: هل يقبلون باختلال الموازين وقلب المعادلة لصالح الاحتلال بهذه الطريقة؟ نحن ندعوهم للتحرك لوقف تدهور المفاهيم الذي يسيء إلى سمعة ومكانة مصر وتاريخها قبل أي طرف آخر"، على حد تعبيره.
"حماس" تثمن مواقف وزير الخارجية الليبي
وفي المقابل، ثمن المتحدث باسم حركة المقاومة الإسلامية "حماس" سامي أبو زهري تصريحات وزير الخارجية والتعاون الدولي الليبي محمد عبد العزيز التي أكد فيها الأحد، أن فلسطين ستبقى قضية الأمة المركزية.
واعتبر أبو زهري في بيان نقلته وكالة أنباء "صفا" أن تصريحات عبد العزيز تمثل "تصحيحاً لاختلال الموازين لدى البعض والذي جعل من العدو الإسرائيلي صديقا والمقاومة الفلسطينية عدوا ".
كما ثمنت وزارة الخارجية الفلسطينية بغزة موقف وزير الخارجية الليبي، معتبرةً أن مثل هذه المواقف العروبية الجريئة تؤكد صراحة على الموقف الليبي المناصر للقضية الفلسطينية.
وأكدت في بيانها أن فلسطين كانت وما زالت القضية المحورية العادلة الأولى في المنطقة العربية وفي العالم، وستبقى كذلك إلى أن يعود كافة الفلسطينيين إلى ديارهم التي هُجِّروا منها على يد الاحتلال الصهيوني عام 1948.
وكان عبد العزيز أكد خلال اجتماع على مستوى وزراء الخارجية لمجلس جامعة الدول العربية في دورته الـ141 في القاهرة، أنه على الرغم من الأحداث المتسارعة والمتلاحقة التي تشهدها المنطقة العربية إلا أن ذلك لم يشغلنا عن قضيتنا المركزية "فلسطين".
ونبه عبد العزيز إلى أن "العدو الصهيوني ما زال يواصل انتهاكه الصارخ للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، في تجاهل واضح لكل المواثيق والقرارات الدولية بما فيها قرارات مجلس الأمن الدولي، كان آخرها الاعتداء على المسجد الأقصى؛ تمهيدا لبسط سيطرته الكاملة على القدس الشريف ".
وحث عبد العزيز على حشد الجهود للتصدي للاختراقات الإسرائيلية والتواصل المستمر مع الدول الفاعلة في المجتمع الدولي والأمة الإسلامية، للاضطلاع بمسؤولياتهما الإنسانية والأخلاقية تجاه إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف وعودة اللاجئين كشرط أساسي لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.