التقى مراسل صحيفة "التايمز" البريطانية أحد الناشطين الذي برز اسمه في المعضمية قرب دمشق أثناء الحصار. وتحدث معه عن استخدام النظام السوري "
التجويع" كسلاح أجبر السكان على أكل الكلاب والقطط.
ويقول توم كوغلان أن قصي زكريا واسمه الحقيقي قاسم عيد هرب في ظروف لم يشرحها وهو في لبنان الآن. وسيخاطب عيد الأمم المتحدة ويلقي أمامها كلمة في الأسابيع المقبلة حول الدمار الذي حل بالأحياء المحيطة بدمشق وما يقول عنه "سلاح التجويع".
ويقول كوغلان إن عيد يقدم وصفا غريبا مشوشا للحرب الأهلية التي ينهار فيها كل طرف، فيما يشعر الناشطون الذين بدأوا الإنتفاضة بالإحباط وخيبة الأمل تدفعهم لتقديم تنازلات للنظام ويرى عيد أن "سلاح التجويع أحسن من السلاح الكيماوي" من ناحية الأثر فهو "مؤلم، ويترك الكثير من الآثار على السكان، لأنه يكسر العلاقات الإجتماعية ويفكك أواصر العائلة".
ويشير التقرير لاتفاق أهالي بلدة المعضمية التي تقع في جنوب- غرب في كانون الثاني (يناير) على هدنة مع النظام بعد عام من الحصار والقصف بالقنابل والهجوم الكيماوي والتجويع بحيث أجبر الناس على أكل لحوم الكلاب والقطط. فمقابل رفعهم علم الحكومة سمح لهم النظام بالحصول على كميات محدودة من الغذاء والمواد الأساسية، وقد وافقت أحياء أخرى على اتفاقيات من هذا النوع.
وخلال الفترة التي عقدت فيها محادثات جنيف-2 تحسنت الأوضاع مما ادى لعودة 6.000 امرأة وطفل لأحيائهم.
ولكن الوضع تغير بعد انهيار المحادثات وأثر على اوضاع الأحياء التي وقعت اتفاقيات هدنة حيث عادت الأمور لوضعها السابق ولم يعد يسمح للمواد الغذائية بالدخول إليها. وهو ما وضع ضغوطا على مقاتلي الجيش السوري الحر الذين تنازلوا عن هدفهم بإسقاط النظام مقابل تخفيف معاناة سكان الأحياء هذه. ويقول عيد" لم نخسر أهدافنا ولم نتخل عن مطالبنا ولكن علينا أن نكون واقعيين عندما نتعامل مع ظروفنا، وقدرة المجتمع الدولي على مساعدتنا أم لا".
وأضاف أن الأمر يتعلق بالأجندات المتعددة التي تعمل في ظل
الثورة السورية سواء في الداخل والخارج حيث يتحدث كل طرف أنه يعمل من أجل الثورة مع أنه يعمل لمصالحه".
وحول الطريقة التي خرج فيها عيد من
سوريا يقول إنه حصل على وعد من الحكومة بممر آمن، وتم نقله في بداية شهر شباط (فبراير) الماضي للسجن في مركز الفرقة الرابعة.
ويتحدث عيد عن تنافس بين أجهزة المخابرات السورية، خاصة المخابرات الجوية والمخابرات العسكرية وكل منها يحاول نسبة المفاوضات مع المقاتلين لنفسه.
ويقول عيد إن المخابرات الجوية حاولت التحقيق معه لكن الجيش رفض، ونجح كما يقول بالهروب في ظروف لم يشرحها، وجاء هروبه بعد اتفاق الحكومة مع المقاتلين أدى لإطلاق سراح الراهبات اللاتي اختطفن من بلدة معلولا.