نشرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية تقريرا لمراسلتها في دلهي، حول احتمال نجاح المتطرف الهندوسي ناردنرا
مودي بمنصب رئيس الوزراء، تتحدث فيه عن قلق المسلمين من هذا الاحتمال.
وتقول في تقريرها إنه يتوقع وصول مودي من حزب "بي جي بي" الهندوسي المتطرف لرئاسة الوزراء في
الانتخابات التي ستبدأ في نيسان/ أبريل، وتنتهي في منتصف أيار/ مايو، ولكن هذا الأمر يقلق المسلمين؛ لأن أحداث الشغب التي وقعت في الغجرات عام 2002، وقتل فيها نحو 1000 شخص، معظمهم من المسلمين، وطرد عشرات الآلاف من بيوتهم حدثت تحت حكمه.
ومع أن مودي لم يتهم أو يحاكم فيما يتعلق بالمجزرة التي وقعت تحت حكمه، إلا أن كثيرا من المسلمين وبعض الهندوس الليبراليين يعتقدون أنه سمح بوقوع المذبحة، بل شجعها سرا.
ويقول المدرس في دار العلوم في بهوبال، شرفات علي الندوي -بحسب الصحيفة- إن المسلمين ينظرون إلى مودي على أنه حاكم ميز بين المسلمين والهندوس عندما وقعت أحداث الشغب، "ولكن إذا كان مستعدا للاعتذار عما حصل، فيمكن أن تغفر ذنوبا كثيرة (...) وإذا وعد بألا يميز ضد المسلمين إذا أصبح رئيسا للوزراء، وأن يلتزم بالدستور، فلن يكون لدى المسلمين مشكلة".
وفي حملته للانتخابات في طول البلاد وعرضها، تجنب مودي أي محاولة للتصالح مع المسلمين، أو الحديث ضدهم، وركز على الإصلاح الاقتصادي.
وقالت الصحيفة إن التعليق الوحيد الذي صدر عنه بهذا الصدد، جاء في مقابلة له مع "رويترز"، وأغاظ الكثيرين؛ حيث قال عندما سئل إن كان نادما على العنف: "لو كان شخص آخر يقود السيارة وأنت جالس في المقعد الخلفي، فهل لو وقع جرو تحت العجلات تحس بالألم أم لا، فسواء كنت وزيرا أم لم أكن، أنا إنسان".
وتنقل الصحيفة عن هلال أحمد الباحث في مركز نيودلهي للمجتمعات النامية قوله إن مودي وحزبه "بي جي بي" ساكتان عن السياسات تجاه المسلمين؛ لئلا يصرفا المؤيدين من الهندوس، أو يحفزا المسلمين على المشاركة في التصويت بقوة، "فهما لا يريدان أصوات المسلمين، ويأملان تحييد أصوات المسلمين".
وفي الواقع، فإنه بإمكان المسلمين فعل القليل لمنع مودي من الصعود للمنصب فنسبتهم كانت 13% عام 2001 -حسب إحصائيات الحكومة- ويعتقد أن نسبتهم الآن تصل إلى 18% من 1.2 مليار، ولكن الحكومات لم تنشر تفصيلات حول إحصاء عام 2011، في وجه الحساسيات العميقة، فالهندوس اليمينيون يتهمون المسلمين بكثرة الإنجاب؛ وبالتالي يهددون الأكثرية الهندوسية.
ويشكل المسلمون 30% من المصوتين في 46 دائرة من أصل 545 دائرة انتخابية، وأصوات المسلمين يمكن أن تؤثر في 110 مقاعد برلمانية، إلا أن أصواتهم منقسمة؛ حيث يلتفون حول أحزاب مختلفة من ولاية إلى أخرى.
وتعلق أنه "لم يكن للمسلمين حزب خاص بهم منذ فترة الاستعمار والنضال من أجل الاستقلال، حيث كان حزب العصبة الإسلامية الذي دعا إلى التقسيم وإنشاء باكستان".
وتشير إلى أنه "ليس للمسلمين موقف واحد من ترشح مودي"؛ فبينما يرى أحد أساتذة اللغة الإنجليزية أن صعود مودي للسلطة قد يؤدي إلى تفضيل المتطرفين الهندوس في الوظائف الحكومية والقضاء، يرى زميله أن مودي لن يستطيع فعل ذلك، بل على العكس سيحاول أن يثبت أمام العالم أنه زعيم ديمقراطي.
بينما يقول سائق تاكسي مسلم إنه سيصوت لصالح "جي بي جي"؛ لأنه رأى كيف يطور هذا الحزب المناطق التي يسيطر عليها، ويوفر الطرقات والكهرباء على عكس حزب "المؤتمر". ويشعر مسلمون آخرون أن دستور
الهند فيه ما يحفظ للمسلمين حقوقهم -وفق الصحيفة-.
ولا تنسى المراسلة أن تشير إلى أن مودي لبس كل أشكال القبعات والعمامات التي يلبسها أهالي المناطق والأديان المختلفة في الهند عندما يزورهم، ما عدا القبعة التي يعتمرها المسلمون، وتذكر أنه عندما قدم له شيخ صوفي قبعة رفض أن يقبلها.