قال الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل إن العائلة الملكية
السعودية تؤمن بأن المفاوضات مع
إيران لا يمكنها أن توقفها ولهذا فإنها ستطلب ضمانات أمريكية لأمنها وأمن جيرانها في حالة فشل المفاوضات.
ويرى الكاتب أن البلاط الملكي السعودي شهد عددا من الإخفاقات السياسية في فترة ولاية الرئيس باراك أوباما رغم معرفة الولايات المتحدة بدور السعودية في "محاربة الإرهاب" وتعاونها الوثيق مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشار برئيل إلى مقال لمحرر القناة الإنجليزية لشبكة العربية فيصل عباس هاجم فيه التقارب الأمريكي الإيراني الأخير في أعقاب الاتفاق النووي والتراجع الأخير عن الهجوم على
سوريا في أعقاب استخدام السلاح الكيميائي، والتعامل الأمريكي مع جماعة الإخوان المسلمين بالرغم من إعلانها جماعة "إرهابية" في مصر والسعودية.
ولفت الكاتب في مقاله المنشور في صحيفة هآرتس الإسرائيلية، الجمعة، إلى تهديد رئيس المخابرات السعودية، بندر بن سلطان، في تشرين الأول الماضي من أن المفاوضات مع إيران ستحدث انعطافة جوهرية في العلاقات بين السعودية والولايات المتحدة، وتابع "يبدو أن السعودية قررت أن توضح لواشنطن من هو رب البيت في المنطقة وأن تتقدم إليها بسند التعهد، بمعنى إما ايران أو السعودية".
غير أن الكاتب قال إن كلام بندر بن سلطان لا يرقى إلى كونه تهديدا أو حتى إنذارا فالعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين أكثر من ممتازة وفي مقدمة ذلك تصدير النفط لأمريكا واستيراد طائرات الـ"اف 16" منها إلى جانب طائرات "هيركوليز".
وأضاف برئيل "لكن الثورات في الدول العربية، والحرب في سوريا، تنقل مكانة إيران من دولة منبوذة إلى دولة يمكن عقد الصفقات معها الأمر الذي استوجب من المملكة تحطيم الأسيجة والدبلوماسية السرية التي ميزت نشاطها الدولي والعربي والانتقال إلى هجوم علني وفظ".
ويتابع "وقفت السعودية إلى جانب الجيش السوري الحر الذي تموله، ووقفت في رأس الحملة العربية لتزويد الثوار بالسلاح وطرد سوريا من الجامعة العربية، وأوضحت بشكل لا لبس فيه بانها تؤيد النظام العسكري الذي عزل مرسي بل وتمنح مصر مليارات الدولارات، وتستثمر الكثير من الأموال في أفغانستان والباكستان كوزن مضاد لمساعي النفوذ الإيرانية، وفي خطوة غير مسبوقة أحدثت قطيعة سياسية بين جزء من دول الخليج وبين قطر، على خلفية دعم الأخيرة للإخوان".
وأكد برئيل أن السعودية ستحاول أن تنتزع من أوباما سياسة أكثر صراحة حول المفاوضات مع إيران، أما واشنطن فستحاول من جهتها تهدئة التوتر بين السعودية وإيران، وأوباما كفيل بأن يشجع الملك عبدالله على استقبال الرئيس حسن روحاني في زيارة رسمية بحسب تعبيره.
كما أكد أن الملك السعودي سيطلب تغيير سياسة الإدارة الأمريكية تجاه مصر، وتحرير المساعدات التي توقفت في أعقاب استيلاء الجيش على الحكم والتأييد الكامل والعلني لنظام السيسي حتى قبل الانتخابات.
كما ستطلب السماح بتوريد سلاح نوعي للثوار يتجاوز الإرساليات الأخيرة التي تضمنت صواريخ مضادة للدبابات وصواريخ كتف من أجل تحقيق الحسم العسكري. وفيما تفضل واشنطن سياسة الغمزات والتفاهمات السياسية التي تسمح بنقل السلاح للثوار دون الاعتراف بذلك، تفضل السعودية سياسة كفاحية علنية، تقف ضد السياسة الكفاحية الإيرانية في سوريا.
ولفت إلى أن زيارة أوباما إلى السعودية، التي حلت محل مصر بصفتها الدولة المتصدرة في الشرق الأوسط، أو بتعبير أدق الدولة التي استبدلت طريقة عملها السياسي من سرية إلى علنية من شأنها أن تكون الأخيرة مع الملك عبدالله الذي سيحتفل هذه السنة بعيد ميلاده التسعين.
وقال برئيل "إن الملك – السعودي - المريض غير القادر على الوقوف والذي يغفو في اللقاءات وإن كان يواصل تحديد السياسة، إلا أن صراعات الخلافة تجري منذ الآن بصوت عال في بلاطه، ورغم أن الخلافات لن تؤثر على شبكة العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية والسعودية إلا أنها كفيلة بإحداث تغييرات داخلية لا سيما في مجال حقوق الإنسان والفقر والموقف من الشيعة في المملكة.