حقيقة لن تنكرها الحكومة
المصرية، "
الكهرباء في الصيف للأثرياء فقط"، هذه هي النتيجة الحتمية لأزمة الطاقة التي تمر بها مصر منذ عدة أشهر.
فقد انتشرت منذ العام الماضي تجارة المولدات الكهربائية التي لن يستطيع الفقراء امتلاكها لمواجهة الظلام الذي قد يستمر لساعات طويلة سواء في الليل أو في النهار، فيما يتجه
الأثرياء إلى شراء المولدات التي تعتمد على البنزين في توليد الطاقة الكهربائية.
ورغم لجوء الحكومة إلى تخفيف الأحمال وانقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي مستمر عن كافة القرى والمدن المصرية، لكن فشلت هذه السياسة في تجاوز الأزمة، حيث تشير التقارير الرسمية وغير الرسمية إلى أن مصر سوف تشهد ظلاما دامسا في صيف 2014.
وفيما أعلن رئيس الوزراء المصري المهندس إبراهيم محلب أن وزارة الكهرباء والطاقة لن تستثني أي جهة أو منطقة من تخفيف الأحمال، أكد في نفس الوقت أن القرار لا يسري على المنشآت والمناطق السياحية، خاصة وأن قطاع السياحة المصري لا تنقصه الأزمات حتى يواجه أزمة تخفيف الأحمال وانقطاع التيار الكهربائي بشكل يومي مستمر، ما يهدد بمزيد من هجرة السياح من مصر.
وقال حسين محمد، تاجر أجهزة كهربائية، أن تجارة المولدات الكهربائية أصبحت من التجارة الأكثر من مربحة، في ظل إقبال كثيرين على شراء المولدات لمواجهة الظلام الدامس في ظل انقطاع التيار الكهربائي في الصيف لساعات طويلة.
وفيما يلجأ الأثرياء إلى شراء مولدات كبيرة يمكنها توليد الكهرباء اللازمة لإنارة منطقة كبيرة وتشغيل أجهزة التكييف، يلجأ سكان القرى والنجوع إلى تجميع مبلغ من المال لشراء مولد كهرباء لاستخدامه في المناسبات فقط، حيث الأفراح والمآتم.
وبسبب الإقبال المتزايد على إيجاد حلول لأزمة انقطاع التيار الكهربائي فقد ارتفعت أسعار المولدات بنسب تقترب من 25% على الأقل في الوقت الحالي، بينما ارتفعت خلال الموسم الماضي بنسب كبيرة وصلت إلى 40% في ظل استمرار الأزمة.
وتعاني مصر من أزمة الانقطاع المتكرر في التيار الكهربائي منذ موسم الصيف الماضي، حيث كشف تقرير للشركة القابضة لكهرباء مصر، عن أن إجمالي العجز في قدرات توليد الكهرباء يتراوح بين 3000 إلى 4000 ميجا وات، وذلك بسبب عدم تنفيذ برامج الصيانة المطلوبة للوحدات البخارية، وتشغيل بعض الوحدات البخارية لفترات طويلة بمازوت غير مطابق للمواصفات.