حذرت بعثة
الأمم المتحدة في
جنوب السودان (أونميس) الثلاثاء، جنوب السودان من "مواصلة عرقلة مهمتها في
حماية المدنيين".
ومهمة بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان حاليًا، تتركز في حماية المدنيين وحقوق الإنسان ودعم العاملين في المجال الإنساني، إضافة إلى تقديم الدعم الكامل لعملية الوساطة التي تقوم بها لجنة الإيغاد (الهيئة الحكومية للتنمية بدول شرق أفريقيا)، التي تعمل الآن على نشر المراقبين العسكريين لمراقبة وقف إطلاق النار وبدء عملية سياسية.
وأعلنت الثلاثاء، بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان (أونميس) أن "حكومة
جوبا تنتهك بصورة متواصلة اتفاقية وضع القوات، التي تم التوصل إليها بين الأمم المتحدة وحكومتي السودان وجنوب السودان في نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، بشأن وضع القوات المتعلقة بقوة الأمم المتحدة المؤقتة في منطقة آبيي (يونيسفا)".
وبحسب الاتفاقية، تلتزم حكومة جنوب السودان، باحترام وضمان حرية الحركة لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة وللعاملين في المجال الإنساني، بهدف تقديم الحماية والمساعدة للفئات الضعيفة من السكان في البلاد.
جاء ذلك في المؤتمر الصحفي الذي عقده نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق الثلاثاء، الذي أشار فيه إلى أن "حكومة جنوب السودان لا تزال تفرض قيودا على حركة موظفي الأمم المتحدة، وتقوم بأعمال التفتيش القسري لمركبات الأمم المتحدة ورحلات الطيران والقوافل، فضلا عن تلقي موظفي بعثة الأمم المتحدة والأفراد المرتبطين بها لتهديدات ومضايقات مستمرة".
وأشار فرحان حق إلى "استمرار هشاشة الأوضاع الأمنية في ملكال (عاصمة ولاية أعالي النيل - جنوب)"، لافتا إلى أن "المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين أنطونيو غوتيريس والمديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية العالمي إرثرين كازين، أصيبا بالفزع خلال الزيارة التي يقومان بها حاليا لجنوب السودان، جراء حجم الاحتياجات الإنسانية الناجمة عن الأزمة".
ولفت فرحان حق الانتباه إلى أن "وكالات الإغاثة الإنسانية في جنوب السودان، حذرت من عواقب إنسانية وخيمة، إذا لم يتم تخصيص التمويل اللازم وبشكل عاجل في الأسابيع المقبلة".
وأردف قائلا: إن خطة الاستجابة لأزمات جنوب السودان، والتي تغطي الفترة من يناير/ كانون الثاني (الماضي) إلى يونيو/ حزيران 2014 لم يتم تغطيتها سوى بنحو 30% فقط، أي أن هناك نقصا بقيمة 877 مليون دولار، وإذا لم يتم سرعة تخصيص 232 مليون دولار، وهو الحد الأدنى المطلوب للأشهر الثلاثة المقبلة، فلن يكون بإمكاننا تجنب تدهور حاد للأوضاع الإنسانية".
ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول الماضي، دارت في جنوب السودان مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين لريك مشار النائب المقال، الذي يتهمه الرئيس سيلفاكير ميارديت، بمحاولة الانقلاب عليه عسكريا، وهو الأمر الذي ينفيه مشار.
وأشارت تقارير إلى مقتل أكثر من 10 آلاف شخص، وتشريد 400 ألف آخرين؛ بسبب القتال الذي اندلع في أحدث دولة في العالم.