كتب عدنان حسين: إما ان حكومتنا تكذب علينا فتقدم أرقاماً مبالغاً فيها بخصوص ما تُلحقه قواتنا من خسائر بشرية في صفوف مسلحي المنظمات الارهابية، وبخاصة (
داعش) أو ان نصف الشعب
العراقي ملتحق بهذه المنظمات فلا يتأثر نشاطها المسلح ونطاق نفوذها بما يبدو لنا مستوى عالياً لخسائره بحسب المعطيات الحكومية.
في اليومين الماضيين تلقينا معلومات (نشرتها وسائل الاعلام)، أفادت بمقتل 21 مسلحاً ينتمون الى "الدولة الاسلامية في العراق والشام" في أربع عمليات متفرقة معظمها في محافظة الانبار( فرانس برس)، وباستسلام 82 عنصرا مسلحاً في
الفلوجة شاركوا مجاميع (داعش في زعزعة الأوضاع الأمنية في الفلوجة، بحسب ما أعلنه مجلس اسناد الفلوجة.
ويوم السبت (أمس الاول) نُشر تقرير أفاد بان قواتنا المسلحة قتلت في الشهر الماضي 457 ارهابياً من تنظيم (داعش) ليرتفع عدد قتلى هؤلاء الارهابيين الى 1464 منذ بدء العمليات العسكرية لتطهير محافظة
الأنبار من الارهابيين قبل نحو 3 أشهر(وكالة أين). وقد استند التقرير في معطياته هذه الى تصريحات المصادر الامنية وبيانات القيادات العسكرية المدعومة بأخبار مراسلي الوكالة.
ماذا تعني هذه الارقام؟
تعني أيضاً انه الى جانب القتلى لابدّ من وجود جرحى، ومن المفترض أن يكون عدد هؤلاء أكبر من عدد القتلى. وتعني أيضاً انه الى جانب القتلى والجرحى لابدّ من وجود معتقلين، ومن المفترض ان يكون هؤلاء بعدد يوازي في الأقل عدد القتلى.
لكن المفارقة انه في مقابل هذه المعلومات والأرقام نسمع تقارير، لا تنفيها المصادر الأمنية بل غالباً ما تكون هي مصدرها، تؤكد زحف (داعش) على مناطق جديدة في الانبار وديالى ونينوى وصلاح الدين ومحيط العاصمة واحكام سيطرته عليها.
اذا كانت قواتنا المسلحة قد نجحت فعلاً في إلحاق هذا المستوى من الخسائر بـ (داعش) وسواه من منظمات الارهاب، فلماذا يتمدد نطاق نشاطها ونفوذها ولا يتراجع؟ .. هل السبب يكمن في ضعف أداء قواتنا المسلحة أو في نقص عديدها وعدتها؟ أم انه يرجع الى ان لـ (داعش) شعبية واسعة فلا يتأثر بما تنزله به قواتنا المسلحة من خسائر؟
لا رغبة ولا مصلحة في التشكيك بالارقام التي تعلنها المصادر الأمنية عن خسائر (داعش) واخوته وأخواته، بل انني اتمنى من القلب أن تكون هذه الارقام صحيحة ودقيقة، لكنني في حيرة من أمري، وهي حيرة تعكسها الاسئلة المطروحة في هذا العمود.
إذا كانت الحكومة تبالغ (أي تكذب) فهي مصيبة، أما اذا كان (داعش) هو حقاً وفعلاً من الحجم الكبير والعيار الثقيل فالمصيبة أعظم. كذب الحكومة يُمكن معالجته ، لكن اذا كان (داعش) يحظى بشعبية واسعة فان الحدّ من هذه الشعبية والقضاء لاحقاً على المنظمة الارهابية ستكون مهمة مُكلفة في الارواح والمال والسلم الاهلي.
(المدى العراقية)