أعلن مسؤولون أميركيون، الخميس، أن وزيرة
الصحة كاثلين سيبليوس ستستقيل من منصبها بعد الفوضى التي طغت على بدايات تطبيق برنامج الإصلاح الصحي المثير للجدل.
ومن المقرر أن تستقيل سيبليوس التي تشغل منصبها منذ خمس سنوات، الجمعة، وستحل محلها سيلفيا ماثيوز بورويل المديرة الحالية للموازنة التي تعتبر إدارية من الطراز الأول، بحسب المصادر نفسها.
وتأمل الإدارة الأميركية أن تضع هذه الاستقالة حدا رمزيا للبدايات الصعبة للبرنامج الذي أطلق عليه اسم "أوباما كير" نسبة إلى الرئيس الأميركي باراك أوباما، والذي عانى من سوء عمل الموقع الإلكتروني للحكومة الفدرالية الذي يتيح للأميركيين تسجيل اسمائهم للحصول على ضمان صحي.
وحتى الأن سجل حوالى 7,5 مليون أميركي عبر الإنترنت، وقد أشاد أوباما ومستشاروه هذا الأسبوع بالرقم معتبرين أنه نصر على المشككين الذين كانوا مقتنعين بأن الإصلاح لن يعمل أبدا أو أن الأميركيين سيرفضون الاكتتاب فيه.
وشكلت البدايات الفوضوية لتطبيق البرنامج مادة دسمة للجمهوريين الذين يستعدون لمواجهة الديموقراطيين في الانتخابات التشريعية في تشرين الثاني/ نوفمبر.
ويعول أوباما على ماثيوز لحل المشاكل المتعلقة بإطلاق برنامج "أوباما كير" قبل المرحلة المقبلة من التسجيل في تشرين الثاني/ نوفمبر.
وسوف يتيح هذا الإصلاح لملايين الأميركيين المحرومين من الضمان الصحي حتى الأن من الحصول على تغطية.
وأكد السكرتير العام للبيت الأبيض دنيس ماكدونو لصحيفة نيويورك تايمز أن "الرئيس يريد التأكد من أننا نتعامل مع مسؤولة أثبتت جدارتها".
وأضاف ماكدونو أن سيبليوس وبعد أسبوع على انقضاء المهلة الأولى للاكتتاب في 31 آذار/ مارس، "رأت أن الأفضل تسليم الأمور إلى شخص أخر... ونحن نأمل بتجاوز الانقسامات الحزبية".
وسارع الجمهوريون إلى الرد مما يثير قلق حول صعوبات أمام تثبيت ماثيوز في منصبها لأنه بحاجة لموافقة الكونغرس.
وصرح زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب إريك كانتور على تويتر "أشكر سيبليوس على خدماتها.
لقد كان أمامها مهمة مستحيلة: لا أحد بإمكانه انجاح أوباما كير".
ويشدد الجمهوريون على أن الإصلاح الصحي الذي يفرض الحصول الزاميا على ضمان صحي أرغم بعض الأميركيين على التخلي عن التأمين الذي كان لديهم وأنه سيرفع كلفة العقود وسيعيق عمل المؤسسات الصغيرة ويؤثر على ايجاد وظائف جديدة.
وأثار أوباما موضوع الإصلاح، الخميس، عندما أشاد بالإرث "الهائل" للرئيس الأسبق ليندون جونسون وذلك بعد خمسين عاما على توقيع قانون الحقوق المدنية. وقال أوباما "عمل جيد وأجر مناسب وضمان صحي، كل هذه حقوق مدنية كانت تستحق النضال من اجلها".