مواجهات بين القوات الإسرائيلية والمعتكفين في الأقصى - تويتر
قالت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث، الأربعاء، إن قوات الاحتلال انسحبت قبل قليل بشكل كامل من المسجد الأقصى وأعادت انتشارها عند بابي المغاربة والسلسلة، وذلك بعد اقتحامها له بقوات ضخمة واعتدائها على المصلين والمتواجدين بداخله من خلال الرصاص المطاطي وغاز الفلفل في محاولة منها لإخراجهم منه وفض رباطهم فيه المستمر منذ ثلاثة أيام متواصلة .
وأضاف بيان صادر عن المؤسسة، والذي وصل نسخة عنه لـ"عربي21" أن قوات الاحتلال ما زالت تفرض حصارا خانقا على بوابات الأقصى وتمنع الجميع من الدخول وتقوم في هذه الأثناء بالاعتداء على الرجال والنساء والأطفال وطلاب المدارس عند باب حطة، في محاولة منها إلى إجبارهم على مغادرة الباب، غير أن عزيمة هؤلاء حالت دون ذلك ما جعلهم يستمرون في تمركزهم ورباطهم عند الباب على الرغم من استخدام القوات جميع وسائل القوة لتفريقهم .
وفي الوقت نفسه، أصيب ثلاثون شخصا ممن تواجدوا داخل وفي ساحات المسجد الأقصى جراء الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والفلفل التي استخدمتها قوات الاحتلال، فيما أصيب خمسة عشر آخرين ممن تواجدوا عند باب حطة جراء استخدام الاحتلال الأساليب القمعية والوحشية ذاتها بحقهم، ولفت بيان المؤسسة الى أن قوات الاحتلال اعتقلت شابا عند باب حطة واقتادته إلى مركز القشلة للتحقيق كما اعتدت على الطواقم الصحفية والمصورين .
وفي غضون ذلك أشار البيان إلى أن قوات الاحتلال المتركزة بشكل مكثف على بوابات الأقصى الخارجية ، تقوم بحملة تفتيش دقيقة في حقائب وحاجيات الداخلين إلى الأقصى بحثا عن طعام أو مواد غذائية من شأنها أن تصل إلى الشبان المرابطين داخل الجامع القبلي منذ أيام، في مسعى منها إلى فرض حصار غذائي خانق عليهم .
وذكر البيان أن عناصر من المستعربين قامت بإحضار سلالم حديدية ووضعها أمام الجامع القبلي وصعدوا من خلالها على أسطح الجامع في خطوة غير مسبوقة تهدف إلى ترهيب الشبان المرابطين بداخله وخارجه .
وكانت قوات من الشرطة الإسرائيلية، قد اقتحمت صباح الأربعاء، المسجد الأقصى وأطلقت قنابل الغاز المسيل للدموع، على "المرابطين" فيه من المصلين والمعتكفين وطلاب العلم فأصابت العديد منهم.
وقال الناطق الرسمي باسم الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني زاهي نجيدات، إن ما لا يقل عن 40 فلسطينيا أصيبوا برضوض وحالات اختناق بعد اقتحام قوات كبيرة من الشرطة والقوات الخاصة الإسرائيلية، المسجد الأقصى.
وأضاف لـ"عربي21"، أن "هناك العديد من المصلين الذين أصيبوا بحالات اختناق نتيجة استنشاقهم الغاز الذي تطلقه القوات الإسرائيلية، وآخرين أصيبوا برضوض نتيجة الاعتداء عليهم بالضرب بالهراوات، والركل بالأرجل من قبل هذه القوات الإسرائيلية".
ويجرى الآن معالجة المصابين داخل المسجد القبلي المسقوف، جنوبي الأقصى، والمركز الطبي الموجود داخل ساحات المسجد، بحسب شهود العيان.
وأشار نجيدات إلى أن الشرطة الإسرائيلية حاولت إدخال مجموعة من المستوطنين الإسرائيليين إلى المسجد، ومع إعلان المصلين رفضهم لهذه الخطوة من خلال إطلاق صيحات التكبير "الله اكبر" قامت الشرطة الإسرائيلية باقتحام المسجد واعتدت على المصلين.
وتحاصر القوات الإسرائيلية في هذه الأثناء المصلين في المسجد القبلي المسقوف، جنوبي الأقصى، وسط أنباء عن وقوع إصابات.
وجاء الاقتحام بعد انتشار مكثف للقوات الإسرائيلية عند بوابات المسجد منذ صباح الأربعاء، فارضة قيوداً على دخول الشبان إلى المسجد.
وكانت القوات الإسرائيلية المحاصرة للمسجد الأقصى قد منعت بالأمس إدخال الطعام للمصلين والمعتكفين الذين يحاولون منع المستوطنين من اقتحام المسجد الأقصى.
في الوقت نفسه، تتواجد عناصر من الشرطة عند باب المغاربة، إحدى البوابات في الجدار الغربي للمسجد الأقصى، والذي يستخدم لتسهيل دخول المستوطنين الإسرائيليين تحت حراسة الشرطة الإسرائيلية.
وتسود في هذه الأثناء حالة من التوتر الشديد في أنحاء المسجد.
ويرابط في المسجد الأقصى، منذ عدة أيام عشرات الشبان الفلسطينيين من سكان القدس، والداخل الفلسطيني، خشية منعهم من دخول المسجد في حال اقتحام المستوطنين للمسجد.
وكانت جماعات إسرائيلية متشددة دعت إلى اقتحام المسجد الأقصى لمناسبة عيد الفصح اليهودي الذي بدأ الإثنين ويستمر أسبوعا.
وقال مسؤول في الأوقاف الإسلامية، فضل عدم الكشف عن هويته، "على ما يبدو فإن هناك محاولة لإخراج كل المصلين من المسجد لتمكين الجماعات اليهودية من اقتحام المسجد".