تسببت عبارة أدلى بها وزير
الثقافة المصري الدكتور محمد صابر عرب تمس المعلمين في اشتعال غضب عارم ضده وصل إلى حد إعلان
نقابة المهن
التعليمية اتخاذ إجراءات قانونية بحق الوزير، بتهمة التشهير بالمعلم المصري، والحط من قيمته، ومكانته في المجتمع.
فقد أدلى الوزير بتصريحات أعرب فيها عن عدم ثقته بالمعلم المصري، خصوصا في المرحلة الابتدائية، واتهم المعلمين بالمسؤولية عن تخريج جيل يحمل "الحجارة والمولوتوف"، بدلا من جيل "يتذوق الثقافة والفن"، على حد تعبيره.
جاء ذلك خلال ندوة عقدت مؤخرا بالمجلس الأعلى للثقافة بدار الأوبرا تحت عنوان "آفاق الفن وبناء الإنسان المصري القادم" مضيفا أن "المدارس اليوم أصبحت تخرج أطفالا يحملون السلاح والمولوتوف، بدلا من أن يكونوا موهوبين في الموسيقى والمسرح والفنون بشتى أشكالها".
وتابع أنه لا أحد يراجع ما يلقنه المدرسون للطلاب، وأن الدولة لا تملك خطة للنمو بالمدارس، أو النمو الموضوعي، من خلال المؤهلات.
وقال إن "الدولة التي تراهن على المستقبل (يقصد مصر) ليس لديها خطة للنمو الأفقى للمدارس، والنمو الموضوعي، من خلال مؤهلات المدرسة".
وقال إنه لا يوجد من يراجع المدرس ما يلقنه للطلاب، وأنه وزارة التربية والتعليم لا تتحمّل المسؤولية بل يعود ذلك إلى الخلل الذي شهدته البلاد طوال ثلاثين عاما مضت، مطالبا بضرورة مراقبة ما يقدمه المعلمون في الفصول، الأمر الذي أشعل الغضب بين المعلمين بسبب هذه التصريحات .
وسارعت النقابة العامة للمهن التعليمية إلى إصدار بيان هاجمت فيه وزارة الثقافة، وحملتها مسؤولية تدهور الذوق الفني لدى كثير من المصريين.
ووصفت النقابة تصريحات الوزير بأنها غير مسؤولة، وقالت إن الحجارة والمولوتوف التي يحمّل الوزير المعلم مسؤوليتها، هي في الأصل ثقافة مجتمع "تتحمل وزرها وزارة الثقافة المسؤول عنها سيادته"، من خلال الأفلام والأعمال الفنية التي توافق على عرضها على شاشات التلفاز والسينما والمسرح، والتي غرست في الطلاب هذا الطريق للتعبير عن الرأي"، بحسب البيان.
وأضافت النقابة: :التعبير عن الرأي يعتمد على الحوار الموضوعي في المدرسة، إلى جانب النقاش الهادف، وليس الحجارة أو الملوتوف، أضف إلى ذلك الإسفاف، والتدني الذي شهدته الموسيقى لسنوات طويلة، وهو ما أدى إلى تدنى التذوق الفني، والذوق العام لدى الكثير من أبناء الشعب المصري، ولم تقم وزارة الثقافة لتمنع عرض فيلم مخل، أو أغنية مسفة، بل كانت، وما زالت، لا تحرك ساكنا".
وطالبت النقابة وزير التربية والتعليم الدكتور محمود أبو النصر، بالرد على وزير الثقافة فيما أثاره عن عدم الثقة في المعلم، وعدم وجود رقابة عليه فيما يلقنه للتلاميذ داخل الفصل، وعدم وجود خطة للنهوض بالمدارس، أو للنمو الأفقي والرأسي، أو تطوير المدارس الموجودة.
وأكدت النقابة أنها بصدد اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه وزير الثقافة؛ لأن ما أثاره في تصريحاته يعد تشهيرا بالمعلم المصري، و"حطًّا" من مكانته، وقيمته في المجتمع، كما أنه يحمل اتهامات ضمنية للمعلم بالتحريض على العنف.
واختتمت النقابة بيانها بالقول إن "المعلم المصري بخير، ونحن نثق فيه جيدا، وفيما يلقنه للطلاب، وعلى الدولة التي لا تمتلك خطة -على حد وصفها- أن تضع خطة لتنمية المدارس، وتدريب وتطوير مهارات المعلم".