كعادته ذهب ياسر حنفي صاحب أرض زراعية بمحافظة كفر الشيخ في دلتا النيل بمصر، للاطمئنان على أرضه التي زرعها ببذور لنبات
البطاطس حصل عليها من وزارة الزراعة، ليفاجأ أن بذوره أنتجت ثمار البطاطس في الجزء السفلي من النبات وثمار
الطماطم في جزئه العلوي.
احتار حنفي أمام هذه المفاجأة، فلم يجد أمامه لتفسيرها سوى اللجنة الزراعية بحزب النور السلفي بمصر، وقال بيان صادر عن الحزب: "إن اللجنة تلقت اتصالا من صاحب الأرض وانتقلت على الفور إلى هناك لمعاينة الأرض".
وتبلغ مساحة الأراضي المزروعة بمحصول الطماطم في
مصر حوالي 500 ألف فدان، تنتج ما يقرب من 15 مليون طن سنويا، وفق بيان صادر عن وزارة الزراعة المصرية في شباط/ فبراير من العام الماضي.
وتطرح دائما في مصر من قبل متخصصين، فكرة الاقتصاد في الأراضي المخصصة لزراعة الخضروات وفي مقدمتها الطماطم، لتوفيرها لزراعة القمح، باعتباره سلعة استراتيجية.
وقال رمضان ثابت عبد ربه، أستاذ المحاصيل بكلية الزراعة في جامعة عين شمس: "إن ما اكتشفه
المزارع ياسر حنفي واهتم به حزب النور، ليس جديدا في العالم، لكنه ربما يظهر في مصر لأول مرة".
وتوقع عبد ربه، أن تكون البذور المنتجة لنبات البطاطس والطماطم في آن واحد مستوردة من الخارج، لأن هذه البذور تعرفها ألمانيا منذ سبعينيات القرن الماضي.
وتعرف هذه البذور باسم bomato، وهي نتيجة هجين بين بروتوبلات (خلايا تأخذ من داخل ورقة النبات) الطماطم والبطاطس، وفق عبد ربه.
وحول أسباب عدم اللجوء لمثل هذه الخيارات طالما أنها متاحة، ابتسم عبد ربه قبل أن يضيف: "ربما يكون كسلا".
وتستهلك مصر سنويا حوالي 15 مليون طن قمح تتضمن 10 ملايين طن تستخدمها وزارة التموين
لإنتاج الخبز المدعم، والباقي يذهب لانتاج المعكرونة والحلويات. ويتراوح إجمالي ما يتم توريده للحكومة من المزارعين بين الثلاثة ملايين والثلاثة ملايين ونصف المليون طن قمح، من إجمالي انتاج
9 ملايين ونصف المليون طن، وفق تصريحات صحفية لوزير التموين السابق محمد أبو شادي في
كانون الثاني/ يناير الماضي.
وتحتاج مصر لتحقيق الاكتفاء الذاتي من هذا المحصول الاستراتيجي إلى تشجيع المزارعين على توريد إنتاجهم للحكومة، عبر وضع سعر جيد، وزيادة المساحة المزروعة قمحا، والتي تبلغ - حاليا - 3.2 مليون فدان، وفق تقرير نشرته بوابة الأهرام الإلكترونية في 20 نيسان/ إبريل الجاري.