قال الكاتب الإسرائيلي مردخاي كيدار، إن إبادة يهود هنغاريا (الهولوكوست) تمت بفضل المساعدة التي قدمها مؤسس الحركة الوطنية الفلسطينية، مفتي القدس، الحاج أمين الحسيني – لالة الإبادة النازية.
وهو ما اعتبره الكاتب مناقضا لإعلان أبو مازن بأن الهولوكوست كانت "الكارثة والجريمة الأبشع في تاريخ الانسانية".
وأضاف كيدار في صحيفة هآرتس، الخميس، أن المفتي ساعد النازيين من خلال تجنيد جنود مسلمين من البوسنه لجهاز الـ اس.اس . في العام 1944 كانت مهمتهم حراسة جسور القطارات التي نقلت أكثر من نصف مليون يهودي هنغاري إلى الإبادة في أوشفتس.
وتابع أن الحسيني ساعد في إقامة "الفيلق العربي الحر" الذي عمل في إطار الفرمخت، ودفع له النازيون أجرا شهريا مضاعفا على أجر فيلد مارشل في جيش الرايخ.
وأشار كيدار إلى أن وسائل الإعلام العربية لن تتحدث أبدا عن دور المفتي الفلسطيني في إبادة يهود هنغاريا.
وقال إنه في ذكرى يوم المحرقة أجري معي لقاء هاتفي عن تصريح عباس الذي وصف الكارثة بأنها "الجريمة الأبشع في تاريخ الإنسانية". انتقدت إنه لم يشجب نشاط المفتي.
وأضاف كيدار كنت سأسأل الحاخام شناير، هل عندما شجب عباس إبادة اليهود لم تحاول تذكيره بأن المفتي الفلسطيني كان جزء من آلة الإبادة النازية. غير أن الذاكرة الانتقائية هي على ما يبدو اسم اللعبة في الحوارات بين الأديان التي يديرها الحاخام مع كارهي إسرائيل.
وشدد على أن إسرائيل ملزمة بأن تذكر جيرانها بما فعله الزعيم الفلسطيني كي يبيدنا. غير أن قسما من الناطقين بلساننا يميلون إلى نسيان هذه الحقيقة.
وتابع كيدار أن بيرس كرس دقائق طويلة لإبادة يهود هنغاريا وهو أيضا "نسي" ذكر دور المفتي الفلسطيني في هذه الجريمة. ولم يكن شطب دور المفتي من خطب بيرس صدفة، فهو يؤمن بأن الفلسطينيين هم شركاؤنا في السلام، فلماذا نذكرهم بالجريمة الفظيعة التي ارتكبها زعيمهم؟
واختتم قوله كيف يمكننا أن نطلب من العالم أن يتذكر الكارثة إذا كان رئيس الدولة "ينسى" الإشارة إلى هذا التفصيل الهام فقط لأنه لا يريد أن يحرج صديقه عباس. يتبين أن الذاكرة الانتقائية ليست من نصيب أعدائنا فقط؛ رئيس إسرائيل أيضا يستخدم ذكرى الكارثة بشكل انتقائي، حسب أجندة شخصية وسياسية.