أعربت "
إسرائيل"، عن قلقها البالغ، في أعقاب
سيطرة كتائب المعارضة السورية المسلحة، على أكثر من 70% من المنطقة الحدودية الفاصلة بين فلسطين وسوريا.
ونقل يوسي ميلمان، معلق الشؤون الاستخبارية البارز عن محافل أمنية إسرائيلية، قولها إن قوات "جبهة
النصرة" تحديداً تسيطر على منطقة مساحتها 100كلم إلى الشرق من الحدود.
وفي تقرير نشرته الجمعة الماضية، النسخة العبرية لموقع صحيفة "جيروسلم بوست"، أوضح ميلمان أن الخطوة التي ينطوي عليها تمركز الحركات الجهادية في محيط "إسرائيل" تكمن في حقيقة موقفها الرافض لوجود الكيان الصهيوني، وإعلانها أن تل أبيب ستكون عنوان عملياتها بعد إسقاط نظام الأسد.
وحذر التقرير من أن ما يفاقم الأمور سوءا هو تمكن "النصرة" من السيطرة على العديد من مخازن السلاح، التي تشمل سلاحاً كاسرا للتوازن مع "إسرائيل"، لا سيما الصواريخ المضادة للطائرات، التي تهدد تفوق سلاح الجو الإسرائيلي في سماء
سوريا.
ونوه ميلمان إلى أن سيطرة عناصر "النصرة" على مواقع عسكرية إستراتيجية وفي قمم مناطق عالية، يسهل عليهم تنفيذ عمليات الرصد والحصول على معلومات استخبارية عما يجري في الجانب "الإسرائيلي" من الحدود.
ولفت ميلمان إلى أن عناصر "النصرة"، كشفوا عن معلومات لم تكن معلومة للاستخبارات الإسرائيلية، حيث أشاروا في مواقعهم على الإنترنت إلى أن المواقع التي سيطروا عليها في
الجولان، كان يديرها ضباط مخابرات إيرانيين.
وشدد التقرير على أن إسدال الستار نهائيا على وجود نظام الأسد في الجولان السوري، سيتم في حال تمكن "الجهاديون" من السيطرة على مدينة القنيطرة، التي تعني السيطرة عليها الهيمنة على الفضاء الاستراتيجي السوري، الذي يؤثر بشكل مباشر على العمق الإسرائيلي.
وأوضح التقرير أن "إسرائيل" تحاول تقليص الأضرار الناجمة عن اقتراب الجهاديين من الحدود، عبر محاولة استمالة الأهالي الذين يقطنون في محيط الحدود، وعلى وجه الخصوص أهالي القرية الدرزية.
وأشار ميلمان إلى تقارير تؤكد أن الأردن والولايات المتحدة بالتعاون مع "إسرائيل" تعمل على تجنيد سوريين من مخيمات اللجوء في الأردن، للعمل ضد الحركات الجهادية العاملة في سوريا.
يذكر أن ألوف بن رئيس تحرير صحيفة "هآرتس" قد كشف في 13 آذار/ مارس 2013 النقاب، عن أن الزيارات السرية الأربع التي قام بها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للأردن في كانون الأول/ ديسمبر 2012 وكانون الثاني/ يناير 2013 قد هدفت للتوافق على بحث إقامة منطقة عازلة على الحدود بين فلسطين وسوريا، للحيلولة دون تمركز الحركات الجهادية بالقرب من الحدود مع "إسرائيل".
وأوضح ميلمان أن الوحدة المسؤولة عن تجنيد العملاء في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية والمعروفة بـ "الوحدة 504"، تحاول تجنيد عملاء لها من بين السوريين، عبر عمليات خاصة من أجل الحصول على معلومات حول ما يجري شرق الجدار الحدودي.
وفي سياق متصل، كشف يوآف ليمور، المعلق العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم" النقاب عن أن "إسرائيل" توفر الظروف لنظام الأسد، من أجل القضاء على قوات العارضة المسلحة، من خلال غضها الطرف عن استخدام جيش النظام طائرات "الميج" النفاثة، في ضرب مواقع المعارضة في الجولان.
وفي تقرير نشرته الصحيفة الجمعة الماضي، أوضح ليمور أنه حسب اتفاق فصل القوات للعام 1974، لا يجوز للنظام السوري استخدام الطائرات النفاثة في منطقة الجولان، مشيرا إلى أن "إسرائيل" ترى أن مصلحتها تكمن في إضعاف قوات المعارضة، لا سيما في المنطقة الحدودية.