أفاد مدير دائرة الإحصاء في وزارة الأسرى والمحررين
الفلسطينية، عبد الناصر فروانة، أن نحو 20% من الفلسطينيين "تعرضوا للاعتقال من قبل
إسرائيل، منذ
النكبة عام 1948".
وفي بيان له بمناسبة الذكرى الـ66 لـ"النكبة" الفلسطينية التي تصادف غداً الخميس الأربعاء، قال فروانة، إن "المرحلة التي أعقبت النكبة كانت هي الأكثر إجراماً ووحشية مقارنة بالمراحل التالية، حيث غلب عليها التعذيب الجسدي، والتعمد بإلحاق الأذى المباشر، واعتماد سياسة الطرد والتهجير والإبعاد الجماعي للمعتقلين، والتخلص من المعتقلين بإعدامهم بشكل فردي وجماعي".
وبحسب فروانة، فقد سُجل منذ العام 1948 أكثر من 800 ألف حالة اعتقال لمواطنين فلسطينيين من كافة فئات وشرائح المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، والقدس المحتلة، يشكلون تقريباً ما نسبته 20% من مجموع السكان البالغ 4 ملايين و42 ألف نسمة، وفقاً للجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني (الحكومي).
يشار إلى أن الأعوام الماضية، شهدت عدداً من صفقات التبادل بين إسرائيل والفلسطينيين التي أفرج بموجبها عن آلاف الأسرى من السجون الإسرائيلية، أولها تلك التي جرت في 23 يوليو/ تموز 1968 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، وآخرها التي جرت في 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، والتي أنجزت مقابل إطلاق حركة حماس سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط .
ولفت فروانة إلى أن إسرائيل "لا تزال تحتجز في سجونها ومعتقلاتها 5243 أسيراً فلسطينياً، بينهم 85.3% من سكان الضفة الغربية، والنسبة الباقية (14.7%) موزعة ما بين القدس، وغزة، وأراضي 1948 (داخل إسرائيل)، حسب ما قال إنه أحدث تقرير لإدارة مصلحة السجون الإسرائيلية، بالإضافة إلى 28 أسيراً من جنسيات أخرى.
وبيّن المسؤول الفلسطيني، أن من بين العدد الإجمالي للأسرى يوجد 18 أسيرة أقدمهن الأسيرة، لينا الجربوني، المعتقلة منذ 2002، و196 طفلاً تقل أعمارهم عن الثامنة عشرة، إلى جانب نحو 200 معتقلاً إدارياً، دون تهمة أو محاكمة، و11 نائباً، بالإضافة إلى وزير أسبق.
وأضاف أن "قوات
الاحتلال الإسرائيلي أعدمت مجموعات كبيرة من المواطنين بعد اعتقالهم والسيطرة عليهم، وأقدمت على إعدام البعض الآخر ممن نجوا من صنوف المذابح والمجازر الجماعية، بعد توقيفهم واحتجازهم لدقائق أو ساعات".
وفي هذا الصدد، دعا فروانة، العالم أجمع، و"دعاة الديمقراطية وحقوق الإنسان"، إلى دعم ومساندة الأسرى، وتسليط الضوء على ملف الاعتقال الإداري، وطرحه أمام كافة المحافل الإقليمية والدولية على طريق إطلاق سراحهم جميعا وإغلاق هذا الملف.
ويحيي الفلسطينيون في 15 مايو/ آيار من كل عام، ذكرى "النكبة"، وهي ذكرى إعلان قيام دولة إسرائيل فى 14 مايو/ آيار 1948، تفعيلاً لقرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين بين جماعات يهودية والفلسطينيين، الذين تم تهجير نحو 800 ألف منهم آنذاك، إلى دول عربية وغربية.
وقد دمرت الجماعات اليهودية المسلحة، وفقًا للجهاز، في حرب عام 1948 نحو 531 قرية ومدينة فلسطينية، وارتكبت "مذابح" أودت بحياة أكثر من 15 ألف فلسطيني، بحسب إحصاءات فلسطينية رسمية.