يحاول الغطاسون جاهدين، الجمعة، إنقاذ أشخاص عالقين داخل
عبارة غرقت في
بنغلادش بسبب موجة عالية، بينما ارتفعت الحصيلة إلى 26 قتيلا، ويخشى أن يكون العدد أكبر بكثير.
وانتقد الناجون قبطان العبارة "أم في ميراز" لأنه رفض الرسو للابتعاد عن
عاصفة كانت تتشكل، بينما فتحت السلطات تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت العبارة تنقل عددا من الركاب يفوق قدرتها على الاستيعاب.
وتكثر حوادث العبارات في بنغلادش التي تضم أكثر من 230 نهرا.
ويقول الخبراء إن سبب هذه الكوارث هو ضعف صيانة العبارات وأخطاء في التصميم والاكتظاظ.
ويقول مسؤولون إن قرابة مئتي شخص كانوا على متن العبارة عندما غرقت إلى قاع نهر ميغنا، بعد ظهر الخميس، على بعد 50 كلم تقريبا جنوب العاصمة دكا.
وتجمع المئات من أقارب الركاب على ضفاف النهر، فيما وضعت الجثث على الأرض بانتظار التعرف عليها، وفق شرطي.
ورافق آخرون زوارق الإنقاذ للبحث عن المفقودين.
وفشلت عدة محاولات لرفع العبارة قبل أن تسعى سفينتا إنقاذ إلى دفعها باتجاه الساحل.
وقال مسؤول النقل المائي في بنغلادش، شمس الضحى خاندقر: "لقد سارع عدد كبير من الركاب إلى الطوابق السفلى هربا من رياح العاصفة، إلا أنهم علقوا فيها.. وأخشى أن نعثر على غالبية الجثث هناك".
وأضاف خاندقر أن قرابة أربعين شخصا تمكنوا من السباحة بعيدا قبل أن تنقذهم قوارب صيادين، إلا أن العبارة غرقت في غضون دقائق فقط.
وقال مسؤول الشرطة المحلية، فردوس أحمد، إن "الحصيلة الآن 26 قتيلا من بينهم 15 إمراة وطفلا".
ولم يعرف عدد ركاب السفينة لأن العبارات لا تحتفظ بسجلات.
وكان مسؤولون تحدثوا في وقت سابق عن 350 شخصا على متن العبارة.
ولكن وفقا لخاندقر فإن "العبارة متوسطة الحجم ويمكنها أن تنقل 500 راكب دون حمولة.. لكن المعلومات التي جمعناها حتى الآن أظهرت أنها كانت تنقل بين 150 و200 راكب لحظة وقوع
الحادث".
وأطلقت السلطات تحقيقا لمعرفة ما إذا كانت العبارة تنقل حمولة زائدة أو إن كان هناك مشاكل في بنيتها.
وألقى بعض الناجين اللوم على القبطان لرفضه دعوات طالبته بإلغاء الرحلة بسبب سوء الأحوال الجوية.
وقال أحد الناجين، محمد علي، إنه "بعدما أصبحت السماء سوداء طالبه العشرات منا بالرسو في أقرب ساحل إذ أننا رأينا أن العاصفة مقبلة.. لكنه لم يصغ لنا".
وأضاف أن "العاصفة أسفرت في البداية عن ثلاث موجات. استطاعت العبارة النجاة من موجتين، ولكن الأخيرة غمرتها ثم أغرقتها خلال دقائق".
وتابع وهو يحاول كبح دموعه أثناء جلوسه على ضفاف النهر: "كنت أمسك بيد زوجتي، وهي كانت تعانق بشدة ابننا البالغ من العمر ست سنوات.. ولكني لم أراهما بعد الموجة الثالثة".
وبكى آخر على ابنه المفقود. وروى: "ابني صرخ: والدي أنقذني أرجوك أنقذني أرجوك.. ولكني لم أستطع" مساعدته.
وغالبا ما تهب عواصف على بنغلادش في بداية أشهر الصيف قبل الرياح الموسمية في الأسبوع الأول من تموز/ يونيو.
والسفن هي وسيلة النقل الرئيسية في المناطق الريفية في بنغلادش، وخصوصا في جنوب وشمال شرق البلاد.
وقتل 150 شخصا في آذار/ مارس 2012 في مقاطعة مونشيغانج ذاتها، إثر
غرق عبارة كانت تحمل على متنها 200 راكب بعد ارتطامها بناقلة نفط. وفي 2011 قتل 32 شخصا في النهر ذاته في المقاطعة ذاتها بعد ارتطام سفينة ركاب بأخرى تجارية.
إلى ذلك، غرق 85 شخصا في 2009 إثر انقلاب عبارة بحمولة زائدة بالقرب من جزيرة بولا في جنوب البلاد.
ووفق مسؤولين في البحرية فإن 95% من مئات الآلاف من السفن الصغيرة والمتوسطة في بنغلادش لا تتضمن معايير السلامة الأساسية.