أحدث تضارب في التصريحات بين وزير التنمية السياسية والبرلمانية والناطق باسم الحكومة الأردنية بالوكالة خالد
الكلالدة، وزميله وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر
جودة، حالة من العزف المنفرد.
ونسف الكلالدة رواية جودة بشأن سلسلة من الأحداث الساخنة التي شهدها الأردن خلال الأسبوع الماضي، لا سيما بالتزامن مع عودة
السفير الأردني الذي كان مختطفا في ليبيا، فواز
العيطان.
آخر التصريحات المتناقضة تماما مع ما قاله صاحب الاختصاص الوزير جودة صدر اليوم على لسان الكلالدة، الذي نفى نفيا قاطعا أن يكون الأردن قد استدعى أي سفراء له في الخارج خشية تعرضهم لأي مخاطر مفترضة على غرار ما جرى مع العيطان. جاء ذلك خلافا للأنباء التي ترددت عن سحب سفراء المملكة من العراق ولبنان واليمن.
وكان وزير الخارجية الأردني ناصر جودة لم يُخفِ، خلال مؤتمر صحفي عقده الثلاثاء الماضي، في عمان أنه "تم الطلب من السفير الأردني في اليمن سليمان الغويري القدوم إلى الأردن في وقت مبكر عن الوقت المقرر لإجازته وذلك لأسباب وقائية، بسبب ما شهده اليمن مؤخرا من تفجيرات وأحداث دامية".
ويظل التعارض السابق بين روايتي الوزيرين هينا، إذا ما تذكرنا تصريحات الكلالدة، الخميس، بشأن الانتخابات الرئاسية السورية، حيث أشار إلى أن "ما قدمته السفارة السورية في عمان لوزارة الخارجية وشؤون المغتربين الأردنية بشأن نيتها فتح صناديق اقتراع داخل أروقة السفارة، هو إعلام وليس طلبا لأن الموافقة على ذلك هي أمر اعتيادي وتقليدي بحسب الأعراف الدبلوماسية".
وهنا نعود إلى الوزير جودة، الذي قال في المؤتمر الصحفي المذكور إن "السفارة السورية قدمت (طلبا) للسماح لها بالاقتراع، ونحن ندرس هذا الطلب وسنرد عليه بما لا يتعارض مع أمننا الوطني"، مستشهدا بمشاجرة جرت على مقربة من السفارة بين مؤيدين لـ(الرئيس السوري بشار) الأسد ومعارضين له".
أما التضارب الأخطر في روايتي الكلالدة – جودة، فتجلى في تصريحاتهما بشأن الصيغة التي جرى بموجبها تسليم السجين الليبي محمد الدرسي للسلطات الليبية ليكمل مدة محكوميته في بلاده ضمن مساعي الإفراج عن السفير الأردني الذي كان مختطفا على يد مسلحين هناك.
فقد أعلن جودة خلال المؤتمر الصحفي أنه لم تجر صفقة تبادل، وأن الإفراج عن الدرسي تم عبر مسار دبلوماسي لا علاقة له بالعيطان، حيث احتكمت فيه عمان إلى اتفاقية الرياض لتبادل السجناء.
في حين أشار الوزير الكلالدة قبل المؤتمر بقليل لوكالة الفرنسية (أ ف ب) إلى أن "الأردن سلم طرابلس الأسبوع الماضي الموقوف الليبي محمد الدرسي ضمن صفقة للإفراج عن السفير فواز العيطان".
وأضاف قائلا إن "ذلك يأتي تطبيقا للاتفاقية التي جرى توقيعها مع الجانب الليبي قبل عشرة أيام والتي تنص على تبادل المعتقلين".