تستمر العمليات التي تقوم بها السلطات في البوسنة والهرسك؛ لإنقاذ المواطنين الذين حاصرتهم مياه
الفيضانات؛ الناجمة عن أغزر أمطار شهدتها البلاد منذ 120 عاما، والمستمرة في الهطول منذ عدة أيام.
ورافق فريق الأناضول إحدى المروحيات العسكرية - التي تعمل على إيصال المياه والمواد الغذائية للمحاصرين وإجلاء المرضى منهم - وكان شاهدا على إجلاء 68 من المحاصرين إلى مراكز الأزمات التي أنشأتها السلطات، كما أنها أتيحت له فرصة التعرف على حجم الأضرار التي خلفتها السيول.
وتعد المروحيات العسكرية الأربع التي تمتلكها البوسنة؛ الوسيلة الوحيد للوصول إلى المحاصرين، بعد أن تسببت
الانهيارات الأرضية الناجمة عن الفيضانات بقطع الطرقات.
وتوجهت المروحية التي استقلها فريق الأناضول إلى منطقتي "زينيتسا" و"دوبوي" الأكثر تضررا من الفيضانات. وما إن أقلعت المروحية من سراييفو حتى ظهرت الأراضي الزراعية وعدد من المنازل المحيطة بالعاصمة مغمورة بالمياه، ومع تقدم المروحية باتجاه وسط البلاد زاد الوضع سوءا، حيث بدت التجمعات السكنية وكأنها غارقة وسط بحيرة كبيرة من المياه، وظهرت الأشجار التي اقتلعت من جذورها، والجسور المحطمة، والسيارات الطافية وسط المياه.
وشاهد فريق الأناضول؛ سكان المناطق المنكوبة وقد لجأوا إلى أسطح منازلهم، في حين توجه عدد آخر منهم إلى المناطق الجبلية المرتفعة هرباً من المياه. وبدأ فريق الإنقاذ في المروحية بانتشال المحاصرين خاصة من النساء والأطفال؛ الذين بدوا في حالة سيئة نتيجة لسوء التغذية والأحوال الجوية الصعبة خلال الأيام الثلاثة الماضية التي أعقبت الفيضانات.
وكان مجلس وزراء البوسنة والهرسك؛ قد وجه أمس نداءً عاجلا إلى المجتمع الدولي؛ لتقديم المساعدة من أجل مجابهة خطر الفيضانات. كما أرسلت وزارة الدفاع البوسنية طلباً بالمساعدات إلى مركز إدارة الطوارئ والكوارث في الاتحاد الأوروبي، وإلى المنظمات المماثلة حول العالم.