كشفت مصادر سياسية وأمنية "
إسرائيلية" النقاب عن أن "إسرائيل" تقوم بتزويد
مصر بمعلومات استخبارية عن الجماعات والتنظيمات الإسلامية العاملة في سيناء من أجل تحسين قدرة الجيش المصري على مواجهتها.
وذكرت النسخة العبرية لموقع صحيفة "يديعوت أحرنوت" صباح الأربعاء عن هذه المصادر قولها إن الحرص على تقديم المعلومات الاستخبارية للجانب المصري يأتي لمساعدته في هذا الجانب حيث تبين في كثير من الأحيان أنه تنقصه المعلومات الاستخبارية اللازمة لمواجهة التنظيمات "الإرهابية".
وشددت المصادر على إن العلاقات بين "إسرائيل" والجيش المصري "لم تكن في يوم من الأيام أفضل مما هي عليه الآن".
وأشارت المصادر إلى أن الجيش المصري والمؤسسة الأمنية في القاهرة لا تتوقف عن التعاون والتنسيق مع تل أبيب بسبب التقاء مصالح الجانبين، الأمر الذي ولد شراكة إستراتيجية في مواجهة تهديد الجماعات الإسلامية "المتطرفة".
وشددت المصادر على أن "إسرائيل" تتمتع بعوائد "استراتيجية إيجابية" من وجود الجيش المصري في سيناء لا سيما على صعيد تمكن الجيش الإسرائيلي من تحسين قدراته على مواجهة حركة حماس والجماعات الأخرى والخطر الذي تمثله.
وأوضحت المصادر أن الجيش المصري أسهم بشكل غير مسبوق في تحسين البيئة الأمنية والإستراتيجية لإسرائيل من خلال دوره في وقف تهريب السلاح للحركات الفلسطينية في قطاع غزة.
ونوهت المصادر إلى حقيقة أن شبه جزيرة سيناء تمثل منطقة واسعة ومفتوحة سهل عمليات تهريب السلاح إلى قطاع غزة، وهو ما يبرز حجم أهمية دور الجيش المصري في مواجهة هذا الواقع.
وشددت المصادر على أن كل الدلائل تؤكد على "مصداقية وجدية" الحرب التي يشنها
السيسي ضد حماس والتنظيمات الفلسطينية في قطاع غزة والتنظيمات الجهادية والجهات المسؤولة عن تهريب السلاح في سيناء.
وفي ذات السياق، أبدت وسائل الإعلام "الإسرائيلية اهتماماً بالغاً بالرسائل التي حرص السيسي على إيصالها من خلال المقابلات التلفزيونية التي أجريت معه مؤخراً، سيما على صعيد التطمينات التي بعث بها لإسرائيل.
وقد توقف المراقبون في "إسرائيل" كثيراً عند تشديد السيسي على أن وجود الجيش المصري في سيناء يأتي لخدمة الأمن "الإسرائيلي" أكثر مما يخدم مصر.
وسلط الإعلاميون الصهاينة على حقيقة تشديد السيسي على احترامه المواثيق والمعاهدت الدولية لمصر، على اعتبار أنها تمثل تأكيدا على احترامه باتفاقية "كامب ديفيد".
وفي تقرير نشره موقع "واي نت" صباح الأربعاء، قال الصحافيان روعي كييم وإيتيلا شومبلبي: "لقد قال السيسي إن إسرائيل تدرك أن عدم وجود الجيش المصري في سيناء يمثل خطراً على أمنها أكثر مما هو خطر على مصر".
وأضاف كييم وشومبلبي: "الرجل الذي يوشك على قيادة مصري يطمئن إسرائيل بمستقبل أفضل، ويذكر بالخطر الذي يتهدد إسرائيل من الجنوب"، مشيرين إلى تشديد السيسي على أن وجود الجيش المصري في سيناء يأتي فقط لمواجهة الإرهاب "الذي تعي إسرائيل حجم خطورته".
ونوه الصحافيان إلى حقيقة أن السيسي تراجع عن تعهده السابق بالمبادرة لتغيير اتفاقية كامب ديفيد، حيث ربط الأمر بالتفاهم مع "إسرائيل، منوهين إلى أن رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو هو الذي وافق على زيادة تواجد الجيش المصري في سيناء، لإدراكه أهمية الدور الذي يقوم به هذا الجيش في مواجهة "عناصر الإسلام المتطرف" على حد وصفهم.