أكد الجنرال السابق في الجيش الليبي خليفة
حفتر أنه لن يتحاور مع منافسيه، وسيعتمد على القوة في تحقيق أهدافه.
ويقود حفتر منذ الجمعة الماضية عمليات عسكرية قال إنها موجهة "للجماعات الإرهابية". وقام بعمليات عسكرية في مدينة بنغازي والعاصمة طرابلس. وأدت العمليات التي يقوم بها لحالة من الاستقطاب داخل الفصائل المسلحة، حيث أعلن حفتر "حربا" على المؤتمر الوطني الليبي والحكومة اللذين اتهم الإسلاميين بالسيطرة عليهما.
ويحظى حفتر بدعم من الجنود السابقين في الجيش الليبي وفصائلهم وبعض القبائل، وهناك حديث يدور حول أصابع خارجية توجه الحملة التي يقودها الجنرال الذي عاش أكثر من عشرين عاما في لانغلي، مقر الاستخبارات الأمريكية.
ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن عارفين به أنه عاش حياة مريحة في أمريكا التي رحل إليها بعد عملية فاشلة للإطاحة بالعقيد معمر القذافي، حيث اختلف معه بعد أن أرسله الأخير للقتال في تشاد وأسر فيها.
وفي مقابلة أجرتها الصحيفة الأمريكية نفسها وأعادت صحيفة "إندبندنت" البريطانية نشرها قال حفتر: "نعتقد أن المواجهة هي الحل"، "لا أعتقد أن الحوار معهم نافع".
وقال حفتر إنه بدأ بالتخطيط لعمليته قبل شهر تقريبا ولكن مظاهر الرفض للوضع القائم منتشرة بين ضباط الجيش منذ أكثر من عام "لقد خططنا لها بعد أن شاهدنا الناس يذبحون في الشوارع" في إشارة لعمليات الاغتيال التي حدثت في بنغازي.
وأضاف أنه لا يرى نهاية قريبة للمواجهات "عمل الكرامة هو مجموعة من المعارك وليس معركة واحدة".
وأضاف أن منافسيه يقيمون في مناطق سكنية، ولهذا فلن يعتمد على المدفعية الثقيلة أو القصف الجوي كما فعلت قواته في بنغازي "ستحتاج وقتا".
وقال حفتر إنه لم يتلق دعما من الخارج وليست له اتصالات مع الولايات المتحدة.
وعن دوره في الحكومة الليبية في المستقبل قال "الآن أهم شيء يدور في ذهننا هو أمن المواطنين"، مضيفا أن هدفه هو إنشاء جيش وطني فاعل وقوة شرطة.
وأعلن حفتر أن "الجيش الليبي الوطني" الذي يقوده يلقى دعما من عدد من ضباط الشرطة وكذلك قادة الميليشيات في مدن بنغازي وطبرق وأجدابيا والزنتان في الغرب. ونفى حفتر إمكانية تطور الحرب لحرب أهلية قائلا: "على العكس، فالشعب معنا".
وقتل منذ بداية الأزمة أكثر من 70 شخصا وجرح العشرات، في القتال الذي وصف بالأعنف وتشهده
ليبيا منذ سقوط معمر القذافي عام 2011. وهاجمت قوات تابعة لحفتر المؤتمر الوطني الليبي، حيث أعلن عن حله وتعيين هيئة جديدة.
وتقول الصحيفة "يعتبر القتال علامة درامية على عجز الحكومة المركزية في السيطرة على البلاد، التي انقسمت إلى إقطاعيات تديرها منذ الإطاحة بالقذافي ميليشيات مسلحة.
وتضيف الصحيفة أن "السيد حفتر والداعمين له قالوا إن حملتهم "حرب على الإرهاب" مع أن شبكة معقدة من القبائل والمصالح المحلية والتحالفات المتغيرة لعبت دورا".
ويقول حفتر إنه لا يعترف بالسلطة التي يقودها الإسلاميون في المؤتمر الوطني "لقد رفض الشعب المؤتمر الوطني، وانتهت شرعيته، والحكومة عاجزة".
وكانت اللجنة العليا للانتخابات في محاولة منها لنزع فتيل الأزمة قد حددت موعد 25 حزيران/ يونيو موعدا للانتخابات، حسبما أوردت وكالة الأنباء الرسمية.
كما واجتمع المؤتمر الوطني سرا في فندق راديسون على شاطئ البحر، وهو واحد من عدد قليل من الفنادق الخمسة نجوم في العاصمة. وحضر الاجتماع فقط 60 عضوا من بين 200 عضو، حسب عبدالله قماطة الذي كان حاضرا.
واقترح في الاجتماع تأجيل موعد منح الثقة لرئيس الوزراء المنتخب أحمد معيتق لمدة عشرة أيام، ولكن لم يتم اتخاذ تحرك في هذا الاتجاه.
وتقول الصحيفة إن حفتر واصل الحصول على الدعم يوم الثلاثاء، بمن فيهم الجنرال سليمان محمود ورئيس الوزراء السابق علي زيدان.
وكان حزب العدالة والبناء، الجناح السياسي للإخوان المسلمين، قد شجب العمليات التي يقوم بها حفتر، ودعا للحوار و"منع سفك الدماء"، فيما قالت كتائب مصراتة إنها تحضر للتحرك نحو طرابلس، فيما اعتبرت جماعة أنصار الشريعة التي هاجمها حفتر أولا أن الحرب التي تدور "هي حرب على الإسلام".