نأت غالبية
القبائل في
ليبيا، بنفسها عن
الانقلاب الذي يقوده اللواء المتقاعد خليفة
حفتر منذ يوم الجمعة الماضي، بينما تسعى القوات الموالية له إلى حشد مزيد من الدعم الداخلي والخارجي لما تزعم أنها "عملية الكرامة".
وأكدت مصادر ليبية لـ"عربي21" أن حفتر يضخم من حجم التأييد القبائلي لمحاولته الانقلابية الثانية، بعد فشل محاولته الأولى في شباط/ فبراير الماضي، مشيرة إلى أن معظم القبائل الليبية غير راغبة في الدخول بالمواجهة المتواصلة بين مجموعات حفتر والقوات الموالية للمؤتمر الوطني العام.
وعلى مدار الأيام الأخيرة تحدث وجهاء وأعيان قبائل ليبية، خصوصا في وسط وشرق البلاد، عن عقد حفتر بنفسه لقاءات معهم في تلك المناطق، حيث تنتشر قبيلة الفرجان التي ينتمي لها حفتر، كما أن اللقاءات شملت مدينة سرت الساحلية وطبرق القريبة من الحدود المصرية.
وزعم عز الدين الخنة منسق علاقات اللواء خليفة حفتر، أن "أعيان القبائل الليبية عاهدته على الوقوف بجانبه لبناء جيش قوي".
غير أن مصادر ليبية تؤكد أن غالبية قبائل ليبيا، وبخاصة قبائل منتصف الساحل الليبي، كقبائل رفلة وورشفانة وترهونة وقبائل الصحراء في سرت، تعتبر أن هجوم حفتر من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع في البلاد، كما أنه يحمل مخاطر إشعال حرب أهلية تزيد من تداعيات الأزمة.
بالمقابل فقد أعلنت قبائل في مدينة الزاوية وفي الشرق أيضا رفضها لهجوم حفتر ومن بينها قبيلة العبيدات، التي اعتبرت الهجوم بمثابة "انقلاب عسكري على الشرعية". ولم يخف أعيان ووجهاء في هذه القبائل قلقهم مما وصفوه "التغرير بأبنائها في عملية عسكرية غير محسوبة".
وفي الغرب الليبي يبدو الحال مماثلا، بل إن صوت إدانة هجوم حفتر يبدو هو الأعلى، خصوصا في مدينة مصراتة التي رفضت القبائل فيها الدخول كطرف في الأزمة ودعت إلى "تجنب إراقة الدماء".
وقد أعلن "المجلس الأعلى لأعيان ليبيا للمصالحة الوطنية"، رفضه لعودة ما أسماه "الحكم العسكري" للبلاد، داعياً كافة الأطراف إلى "التعقل والمصالحة ونبذ العنف".
وقال رئيس المجلس محمد المبشر، إن "أعيان ليبيا لم ولن ينحازوا لأي طرف، وهم يتابعون الأوضاع بترقب وقلق مستمرين".
ومجلس الأعيان هو مؤسسة مدنية، تضم مجموعة من أعيان القبائل، وشخصيات أكاديمية على مستوى البلاد، ولعب أدواراً في حل النزاعات القبلية المسلحة في غرب وجنوب ليبيا على وجه الخصوص.