ينتظر العبقري
المصري الشاب عبدالله عاصم قرار السلطات الأمريكية البت بطلب اللجوء الذي تقدم به، بعد أن قرر عدم ركوب الطائرة المتجهة من لوس أنجلوس لمصر؛ لأن المشرفين عليه الذين رافقوه رفضوا تقديم تأكيدات له بأن شرا لن يصيبه لو عاد لمصر.
ولا يريد عاصم الذي وصل للمشاركة في مسابقة دولية ومعرض "انتل الدولي للعلوم والهندسة" الذي دعي إليه هذا الشهر، تكرار ما حدث له الشهر الماضي عندما اعتقلته قوات الأمن المصرية، وعذبته قبل أن تفرج عنه وتسمح له بالسفر.
وكان الشاب عبدالله عاصم (17 عاما) قد خرج من محل للإلكترونيات في ليلة 24 نيسان/إبريل عندما قابله عدة ضباط أمن أخبروه أن هناك أمرا بالقبض عليه، وأنه متهم بإنشاء جماعة متمردة على الحكومة وبقيامه بإطلاق النار على مباني قوات الأمن.
ويقول عاصم كما نقلت عنه صحيفة "
نيويورك تايمز" إنه قيد ووضع على رأسه لثام وأجبر على الجلوس على أرضية مبنى حكومي حيث أرجله مقيدة أمام صدره، وكان كل شخص يمر به يركله ويناديه بالخائن. وحاول رجل إشعال النار بقميص عاصم ولكن رجلا آخر أوقفه. وفي وقت لاحق قام أحدهم باستخدام حبل مرره على بشرة الشاب وأخذ ينخزه برأس السكين، ويهدده بالقول إنه قد لا يعيش.
بعد أن قضى عاصم في السجن مدة إسبوعين أفرج عنه وسمح له بالسفر للولايات المتحدة.
بعد انتهاء المعرض العلمي قرر عاصم العودة من المطار، وتقديم طلب لجوء سياسي في أمريكا؛ حيث يقول إن العودة لمصر تعني اعتقالا مرة أخرى، وتعذيبا ويعني التخلي عن حلمه بأن يصبح مهندسا وعالما كبيرا.
ونقلت عنه قوله "لقد وجهوا لي اتهامات في غاية الجنون، وقالوا إنني أنشأت جماعة مع 15 شخصا، وقمت بإطلاق النار على بنايات من المستحيل الوصول إليها".
وكان عاصم يتحدث في مكتب مجلس العلاقات الأمريكية - الإسلامية التي يتولى من خلالها محامون ملف الشاب. وأضاف "عندما أخذوني" أي الشرطة المصرية " لم يكن لدي فكرة أين كنت، ووجهوا لي أسئلة حول كل شيء كتبته في كل حياتي، وطلبت منهم طوال الوقت إخبار عائلتي عن مكاني وأنني حي أرزق ولكنهم رفضوا، وظلوا يقولون المرة تلو المرة أن أمرا غير جيد سيحصل".
ولا تزال معصما عاصم تحمل آثار القيود التي وضعت لمدة 24 ساعة لمدة شهر تقريبا. وقال إن عددا من رجال الشرطة نقلوه من غرفة لأخرى وطلبوا منه أن يتبع أصواتهم، مؤكدا "لم اكن قادرا على رؤية شيء وكانت أذناي تؤلماني". و"إذا لم أكن قادرا على رؤية الأشياء التي أمامي ووقعت فالمشكلة هي مشكلتي وليست مشكلتهم، وفي معظم الأحيان طلبوا مني عدم الحركة".
وتقول الحكومة المصرية إن عاصم متهم بحرق سيارة تابعة للشرطة وبالتحريض على العنف وحرق العربات عبر الإنترنت. وينكر عاصم هذه الإتهامات.
وتحدث عاصم يوم الخميس عن معاناته لأول مرة وقال إنه نقل بعد اعتقاله في القاهرة لأسيوط حيث قضى في السجن هناك إسبوعين، حيث احتجز في البداية في زنزانة مليئة بأشخاص متهمين بالسرقة أو القتل، ونقل منها فيما بعد وأفرج عنه بكفالة.
كان عاصم واثقا من السماح له بالسفر مع 14 طالبا والمشاركة في المسابقة العلمية، لكن الضباط أوقفوه في اللحظة الأخيرة قبل ركوبه الطائرة.
وبعد عملية ضغط من الإعلام المصري سمح له بالسفر لكاليفورنيا في اليوم التالي حتى يتمكن من المشاركة في المسابقة.
ومع أن الكثيرين حذروا عاصم من العودة لمصر؛ إلا أنه لم يقرر البقاء في أمريكا؛ إلا بعد وصوله مطار لوس أنجلوس الدولي يوم السبت، وهو اليوم المقرر فيه عودته لمصر.
وسأل المسؤولين الأربعة عن المجموعة أن يقدموا له تأكيدات بانه لن يتعرض لمشاكل حالة عودته فقالوا " لا نستطيع عمل شيء". وعندها عرف عاصم إنه لن يغادر الولايات المتحدة "لقد شعرت إنها مصيدة"، وقال المسؤولون عنه "سنرغمك على العودة". وبعد رفض الشرطة التدخل ترك عاصم جواز سفره مع المسؤولين وغادر المطار حيث يقيم مع عائلة يعرفها في منطقة لوس أنجلوس.
ورفض الحديث عن عائلته في مصر قائلا إنه لا يريدها أن تصبح هدفا "لا استطيع مواصلة حياتي، أنا شخص عادي، وهم يقومون بقتل الناس الأبرياء وهو ما أعارضه".