كشف وزير الإسكان الأسبق، حسب الله
الكفراوي، عن أن الرئيس المؤقت
عدلي منصور، طلب منه برنامجا ورؤية في مجال تخصصه ورؤية عامة، منذ شهرين، فأرسلها له وللمرشح الرئاسي عبد الفتاح
السيسي، حيث وجد في أفكار السيسي المعلنة، وأحاديثه ترجمة لما قاله في هذه الرؤية، على حد قوله.
وأكد الكفراوي أنه تقابل مع السيسي مرات عدة قبل إعلان ترشحه، وتشاورا حول موضوعات عدة منها ما يتعلق بجماعة الإخوان المسلمين، وانتقد عقد المليون وحدة سكنية الذي وقع السيسسي عقده مع شركة إماراتية قبل تركه وزارة الدفاع بأيام.
وقال الكفراوي -في حواره مع صحيفة "الوطن" الداعمة للانقلاب- الاثنين، إن منصور هاتفه منذ شهرين، وقال له: "ما تبعت لى روشتة -يقصد بها برنامجا ورؤية- قلت له: سأكتبها بخط يدي، وسأرسلها لك عبر الفاكس بعد يومين".
وتابع بأنه "بعد هذه الفترة، اتصل بي عقيد بتكليف من عدلي منصور، وقال لي: الفاكس جاهز، وأنا جالس بجواره، وأرسلتها، ثم أرسلت نفس الملامح لاثنين من الأصدقاء ذوي الاتصال به، ومن كلامه في التليفزيون (يقصد: السيسي)، وجدت أن ما يقوله هو ما كتبته، ورأيته يتحدث بأفكاري، وكأننا نقرأ أفكار بعضنا".
وقال: "أنا كتبت ورقة من صفحتين، فيهما ثماني نقاط، وأرسلتهما له، وأنا أشاهد كل ما كتبته يقوله (يقصد: السيسي)".
وأشار إلى أنه تحدث في الورقة عن المشاريع التي توقفت بفعل "شياطين وحرامية"، وعن فتح ملفات الفساد، متسائلا: "كيف أترك مشاريع تعمير سيناء، وأروح توشكى؟".
وكشف الكفراوي عن أنه لم يوافق على مشروع المليون وحدة سكنية الذي أعلن عنه الجيش، مشيرا إلى أن "دعم الوحدات السكنية ليس أقل من دعم رغيف العيش، وأن دعم الإسكان بفرق سعر الفائدة أهم عنده"، قائلا: "إذا كنتم تستطيعون الاقتراب من دعم رغيف الخبر، اقتربوا من دعم السكن".
وأوضح أن: "الوحدة الـ85 مترا اللي بيبشرونا بيها هتبقى بـ300 ألف جنيه، بعدها قالوا الدولة هتدعم بسعر الأرض مجانا، بعد أن كانت بأربعة آلاف جنيه، اللي ياخدها لازم يكون حرامي، أمه حرامية، أبوه شيخ منصر، ليدفع 300 ألف جنيه، أو يقسطهم، وأنا كنت المسؤول الوحيد اللي حاضر وقت توقيع العقد، كلموني، وقلت: لا أفتي في هذا الكلام لأني غير موافق عليه، ورفضت أتحدث في الموضوع، الجيش دعم بالأرض، طيب وماذا عن تكلفة مواد البناء؟ طن الأسمنت بـ800 جنيه، والحديد بـ5 آلاف جنيه، قلت رأيي، ولم أخفِ ذقني"، على حد قوله.
مشاريع الجيش.. ورؤية السيسي
وحول دخول الجيش فى مشاريع في الفترة المقبلة، قال الكفراوي إن الجيش له مهمة رئيسية هي الدفاع عن الأمن القومي، وحماية الحدود، مضيفا "ليس المطلوب من الجيش أن يتولى التنمية في
مصر، لم يقل أحد ذلك، وليس هناك داع أن نخوف الناس بدون مناسبة".
وبالنسبة لرؤية السيسي التى نُشرت قبل أيام، وتقسم مصر إلى 22 مدينة سياحية، و26 مدينة تعدينية، قال: "كان من المفروض أن الـ17 مدينة التي وضعت تخطيطها موجودة الآن، هو يكمل ما تم البدء فيه، نفس الخط، المدن الجديدة تنشأ لكي يكون هناك مجتمع جديد يقوم على هذا النظام.. السيسى يكمل على الاستراتيجية التي وضعتُها مع مجموعة من خبراء مصر".
وحول التشابه بين الخريطة الجديدة التي كان قد وضعها لمصر، ورؤية السيسي وتصريحاته التي تشير إلى الأمر نفسه، قال الكفراوي: "هي نفس الفكرة، بنفس الرؤية، أفاض (السيسي) فقط في التفاصيل، وأضاف بعض أشياء كانت ستأتي تباعا.
صلة قديمة بالسيسي
وكشف عن أن صلته بالنظام الحالي تعود إلى "اجتماع محمد مرسي مع القوى السياسية حول سد النهضة، ليلتها لم أنَم، حتى النهار، قلت: عليّ واجب لازم أعمله، وتساءلت: ما البوابة التي يجب أن أدخل منها؟ قلت: «بيت العيلة»، بقيادة أحمد الطيب شيخ الأزهر، الذي يجمع مجموعة من الخبراء الوطنيين، وطلبت الدكتور محمود عزب، مستشار شيخ الأزهر، وقلت له على القصة، وحدد لي تانى يوم معاد، قلت لـ«الطيب»: نحن في حالة ضياع، والبلد يضيع أمامنا، أنا أقترح تعمل بيانا للأمة، تحدد فيه 3 طلبات، الأول يأتي أساتذة القانون الدستوري، الذين ليس لهم لون سياسي، ويجلسون لمدة أربع ساعات ينتهون من المواد المختلف عليها، الشيء الثاني: أن هشام قنديل دون المستوى، وعلينا أن نتفق على رجل دولة يكون عنده العلم والخبرة، يمشّي المرحلة، وتتم الدعوة لانتخابات رئاسية مبكرة، الموضوع كبير".
وأضاف:"طلب مني أحمد الطيب فرصة يفكر، وقلت الثلاثة طلبات في البيان، وفي نهايته قلت: نناشد القوات المسلحة مساندة هذه الطلبات، خرجت من عنده طلبت هاني عزيز، وأخبرته بما حدث مع «الطيب»، وطلبت منه مشاورة البابا، وقال لي: علي بركة الله، البابا موافق".
وتابع: "في نفس اليوم، 4 يونيو 2013، عندما عدت للمنزل قلت: سنناشد القوات المسلحة، أليس من الأولى إعطاءهم فكرة؟ فطلبت يحيى الجمل، قلت له: معاك رقم عبدالفتاح السيسي؟ قال لي: معي، عايزه ليه؟ حكيت له، قال لي: هاجي معاك، وكلمني في نفس اليوم، وقال لي: الموعد غدا، وذهبنا معا للمشير السيسي، بعد أن كنت قد رأيته مرتين، في التليفزيون، واضح أنه «فتك» شوية فتاكة، وخفة دم، وظرف، وعندما دخلت له، قابلنا على الباب، وإحنا داخلين على الباب، قلت له: انت بتفكرني بأبو غزالة، الذي كان معروفا عنه أنه علامة من علامات التاريخ المصري، ذكي جدا، وطني جدا، متجرد جدا، خفيف الدم، ساعة ما يلاقي فيه مطب يقلبها نكتة ويضحك، فرد علي وضحك، قال لي: أنا فين، وأبو غزالة فين؟ وبعد أن تحدثنا، وجدته بني آدم مش سهل، وكان رده الآتي: "وأنا معاكم ومسؤول أمام الله وأمام القانون وأمام التاريخ"، وببص جنبي لقيت بتوع المخابرات بيسجلوا القعدة، يعني مش فاتح مكتبه ونسة، ده كل كلمة بحساب، وعجبتني حركة المخابرات، ونظرت له وضحكت، ونظر لي بدهاء وضحك، بما يشير إلى فهم كل منا للآخر، العيون بتوصل رسايل، بعدها تابعت حركاته في 30 يونيو، وحدث ما حدث في البلد، والاجتماع اللي عمله، وما فعله بعد ذلك، قلت: "لأ.. ده داهية من الدواهي".
وواصل الحديث: "تقابلنا مرتين أو ثلاثا، وتناقشنا حول أمور كثيرة، بدعوة منه، لكن منذ أن رشح نفسه لم أشاهده، وأرسلت له رسالة منذ أربعة أيام أطالبه بضرورة مقابلة العمال؛ لأن هؤلاء الذين سينفذون برامجه، وهم سبب كل نجاح، وشددت على ضرورة مقابلته للعمال".
وحول ما كان يدور في لقاءاتهما، قال: "نتناقش في عدة أمور وقضايا، وفي أحد اللقاءات، كان قاعد عدلي منصور، كنت أجلس أنا على يمينه، وعلى شماله عبد الفتاح السيسي، وكانوا يتحدثون في ملف الإخوان، ويتشاورون حول هذه القضية، وما حدث في الـ11 شهرا التي تولوا فيها الحكم".
وأصاف الكفراوي: "كان ردي أمام الجميع، قلت لهم: الإخوان نتيجة مش سبب، السبب: الفساد على مدار 20 سنة، هو اللي وصل الإخوان للحكم، البلد بضيع، فسرقوا الثورة، ووصلوا للحكم، قلت لهم: وأنتم تتحدثون عن النتائج، لا تنسوا فتح الأسباب، وفتح ملفات الفساد، التي استمرت طيلة الأعوام الماضية، حتى تستطيعوا إبعاد شبح الإخوان، لا بد من القضاء على الفساد، لتبدأوا على نضيف وأرضية صلبة، وجميعهم وافقوا على كلامي، وأكدوا على تنفيذه".
والكفراوي وزير ومحافظ مصري سابق، ولد بمحافظة دمياط، في 22 تشرين الثاني/ نوفمبر 1930، وحصل على بكالوريوس الهندسة قسم مدني في كلية الهندسة جامعة الأسكندرية العام 1950.
وعين محافظا لدمياط في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1976. وأصبح وزيرا للإسكان لمدة 16 عاما من أيلول/ سبتمبر 1977 حتى تشرين الأول/ أكتوبر 1993.
وتم تعيينه رئيسا لهيئة المجتمعات العمرانية الجديدة عام 1980، وانتخب نقيبا للمهندسين عام 1991.