انتهى في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، الاجتماع الذي عقده حمدين
صباحي المرشح لرئاسة الجمهورية مع قيادات حملته الانتخابية، لمناقشة الرد على قرار اللجنة العليا للانتخابات بمد فترة التصويت يوما ثالثا حتى مساء الأربعاء.
وبينما طالب معظم أعضاء اللجنة بالانسحاب نهائيا من
الانتخابات احتجاجا على قرار مد التصويت، قرر صباحي استكمال السباق الرئاسي للنهاية.
وقالت تقارير صحفية إن ضغوطا مارسها شباب الحملة على المرشح الرئاسي للانسحاب، مؤكدين أن ما يحدث هو دليل على انحياز الدولة للمرشح المنافس.
وينافس وزير الدفاع المستقيل عبد الفتاح السيسي - الذي انقلب على الرئيس المنتخب محمد مرسي في تموز/ يوليو الماضي - في هذه الانتخابات اليساري حمدين صباحي زعيم التيار الشعبي.
سحب المندوبين
وأكدت مصادر بالحملة أن صباحي قرر سحب مندوبيه من اللجان الانتخابية بسبب تعرضهم للإهانات والقبض عليهم خلال اليومين الماضيين، مؤكدة أنه لن يحضر أي مندوب لصباحي عملية الاقتراع أو فرز الأصوات أو إعلان النتيجة النهائية.
وقرر المرشح الرئاسي عدم الاعتراف بما سيحدث في اليوم الثالث الذي زادته اللجنة العليا للانتخابات، وحمل اللجنة مسؤولية ما قد يحدث من انتهاكات خلال سير العملية الانتخابية في هذا اليوم.
ويوجه صباحي خلال ساعات بيانا مسجلا بالفيديو إلى الشعب
المصري يعلن فيه موقفه الرسمي من الانتخابات، كما أنه سيعلن عن مؤتمر بمقر الحملة لإعلان التجاوزات والانتهاكات التي وقعت خلال التصويت.
وكان محمد سامي، رئيس حزب الكرامة وعضو اللجنة الاستشارية بحملة صباحي، قال إن المرشح الرئاسي لن ينسحب حرصا على المصلحة العليا لمصر، والتي دائمًا ما يعلو بها على مصلحته الشخصية، على حد زعمه.
وانتقد سامي قرار اللجنة العليا للانتخابات بمد فترة التصويت واصفا إياه بأنه غير صائب، مضيفا - فى تصريحات لصحيفة اليوم السابع - أن قرار المد غير منطقي في ظل غياب الناخبين، رغم منح الحكومة إجازة رسمية للعاملين بالدولة.
وكانت حملة صباحي قد استبقت اجتماعها معه، وأعلنت انسحابها من الانتخابات الرئاسية بجميع المحافظات، اعتراضا على قرار اللجنة العليا للانتخابات بتمديد عملية التصويت ليوم ثالث، وعلى ما يتم من انتهاكات داخل اللجان.
وقال أحمد كامل المتحدث باسم الحملة - فى مداخلة مع قناة النهار - إن "الحملة قررت سحب مندوبينا من اللجان والامتناع عن مراقبة صناديق الاقتراع".
وتابع: "بالرغم من أن القانون أعطى الحق للجنة بمد عملية التصويت، إلا أننا لم نجد أسبابا حتى الآن لمد فترة التصويت"، مشيرا إلى أن "مد فترة التصويت عليه علامات استفهام ويربك العملية الانتخابية برمتها".
الإفراج عن المقبوض عليهم
وأعلنت حملة دعم حمدين صباحي أن الأمن أفرج عن أعضائها المقبوض عليهم الثلاثاء.
وكانت الحملة قد أعلنت - عبر صفحتها على "فيس بوك" - أنه تم إلقاء القبض على مندوبيها في عدة لجان بالقاهرة وبورسعيد والإسماعيلية بعد اعتراضهم على انتهاكات رصدوها داخل لجان الاقتراع، مثل عدم التوقيع في كشوف الناخبين، أو ترك القاضي للجنة، أو توزيع دعاية للسيسي داخل مراكز الاقتراع.
وأكدت الحملة أن أعضاءها تم ترحيلهم إلى أقسام الشرطة، والبعض تمت إحالتهم للتحقيق في النيابة العسكرية تمهيدا لمحاكمتهم عسكريا بسبب تهم ملفقة، مثل الاعتداء على قوات الجيش والشرطة المكلفة بتأمين اللجان، بحسب أقوالهم.
وقال مسؤول بحملة المرشح الرئاسي حمدين صباحي بالإسماعيلية، إن قوات الأمن ألقت القبض على مندوب الحملة بالقنطرة، واحتجزته بمقر الفرقة 18 التابعة للأمن المركزي لقيامه بتصوير بعض الانتهاكات في إحدى اللجان أثناء عملية الاقتراع الثلاثاء.
كما أن الشرطة ألقت القبض مساء الثلاثاء، على 14 من أعضاء حملة صباحي في مناطق المطرية وعين شمس والأميرية بالقاهرة، عقب انتهاء اجتماع لهم بمقر الحملة بالمطرية.
وفوجئ أعضاء الحملة أثناء استقلالهم حافلة بأفراد شرطة مسلحين يعترضون طريقهم، وأجبروا السائق على التوجه إلى قسم الشرطة ووجهت لهم تهم قطع الطريق والتظاهر والاعتداء على رجال الأمن.
#انسحب_ياحمدين
ودشن نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي هاشتاجا جديدا يحمل عنوان "انسحب يا حمدين"، اعتراضاً على مد التصويت بالانتخابات ليوم ثالث.
ووجه الناشط الحقوقي البارز جمال عيد دعوة لحمدين صباحي بالانسحاب من انتخابات رئاسة الجمهورية، ردا على مد اللجنة العليا لفترة التصويت ليوم ثالث، قائلا إن "انسحابك انتصار يا حمدين".
وأوضح عيد - عبر "تويتر" - أن "للجنة الحق في مد المواعيد عند وجود أسباب، لكن الأمن مستتب والشرطة والجيش مسيطرين ومفيش طوابير ولا إقبال، أسباب المد هي نفسها اسبابك للانسحاب"، مضيفا: "حتى الآن أنت حاولت وعملت معركة مشرفة لكن لا تنس خبرات الحزب الوطني بالتزوير".
لكن الصحفي ياسر رزق رئيس مجلس إدارة أخبار اليوم – أكد أن صباحي لن ينسحب من سباق الرئاسة بسبب قرار اللجنة العليا للانتخابات مد فترة التصويت إلى الأربعاء.
وأوضح رزق - المقرب من الجيش - أنه "من خلال معرفتي الشخصية بصباحي فلا أظن أنه سينسحب من الانتخابات، لأنه لم يحدث اضطهاد لأنصار المرشح الرئاسي ولم يتم اضطهاد شخص لأنه صوت لصباحي".
وأكد - خلال لقاء مع قناة "الحياة" مساء الثلاثاء - أن اللجنة العليا للانتخابات لن تتراجع عن قرارها بمد التصويت حتى لو انسحب صباحي، لأن ذلك سيقلل من مصداقيتها.