فضّت قوات الأمن الأردنية، الأربعاء، اشتباكا بالأيدي نشب أمام السفارة السورية في عمان بين مؤيدين ومعارضين للنظام السوري على خلفية
الانتخابات الرئاسية التي تقيمها السفارة للمقيمين في الأردن.
ووقع الاشتباك بعدما نفذ عشرات السوريين وقفة احتجاجية أمام سفارة بلادهم بالعاصمة عمان للتنديد بالانتخابات الرئاسية التي ينضمها النظام السوري الذي وصفوه بـ"قاتل الأطفال"، ورددوا شعارات مناهضة له.
وأشار المراسل إلى أن مؤيدين للنظام السوري تجمعوا بالقرب من المشاركين في الوقفة، الأمر الذي تطور إلى نشوب اشتباك بالأيدي بين الطرفين، قبل أن تتدخل قوات الأمن وتفض الاشتباك وتعتقل عدداً من المتسببين فيه.
ويأتي التصويت في السفارة السورية في عمان بعد يومين من طرد المملكة الأردنية للسفير السوري لديها بهجت سليمان.
وطلب الأردن، الاثنين الماضي، من السفير السوري في عمان بهجت سليمان، مغادرة أراضيه خلال 24 ساعة، بعد تحذيرات متكررة له بعدم تجاوز الأعراف الدبلوماسية، بحسب تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأردنية، صباح الرافعي.
بالمقابل، أبلغ النظام السوري مساء اليوم نفسه، القائم بأعمال بالسفارة الأدرنية في دمشق محمد أمين أبوجاموس، أنه "شخص غير مرغوب فيه"، وذلك ردا على قرار الأردن بخصوص سفيره في عمان، بحسب إعلان لوزارة خارجية النظام، ونشرته (سانا).
في الوقت الذي قال فيه محمد المومني وزير الدولة لشؤون الإعلام والاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، تعليقاً على طرد سليمان، إن خلاف عمّان مع دمشق هو خلاف على ما ارتكبه شخص السفير السوري السابق في عمان بهجت سليمان من تعديات صارخة، وليس خلافاً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين.
وفي تصريح سابق، دلّل الناطق الرسمي على كلامه بالقول إن حكومة بلاده لن تقف في وجه أي مواطن سوري يذهب إلى سفارة بلاده في عمّان ليدلي بصوته في الانتخابات الرئاسية السورية المقررة الأربعاء.
ويصل عدد السوريين في الأردن إلى أكثر من مليون و300 ألف، بينهم 600 ألف لاجئ مسجل لدى الأمم المتحدة، في حين دخل الباقي قبل بدء الأزمة السورية، بحكم علاقات عائلية، وأعمال التجارة.
ويعد الأردن من أكثر الدول المجاورة لسوريا استقبالاً للاجئين السوريين منذ اندلاع الأزمة في عام 2011، وذلك لطول الحدود البرية بين البلدين، والتي تصل إلى 375 كلم.
وترفض أطراف دولية وعربية إضافة إلى المعارضة السورية، تنظيم النظام السوري لانتخابات رئاسية في
سوريا وتصفها بـ"المهزلة"، كونها تنهي "آخر آمال الحل السياسي" الذي تصر المعارضة على أنه يبدأ بتنحي الأسد عن السلطة.
في الوقت الذي يقول النظام إنه ينظم أول انتخابات تعددية في تاريخ سوريا، ويخوضها إلى جانب رئيس النظام السوري بشار الأسد، كل من البرلماني ماهر حجار والوزير السابق حسان النوري، مع تأكيدات مراقبين بفوز بشار الأسد بأغلبية كبيرة.