قالت مراسلة صحيفة "واشنطن بوست" ليز سلاي معلقة على العلاقات الأمريكية-
السعودية إنها "تمر بأزمة لم تشهدها منذ 40 عاما".
وفي سلسلة من التقارير تكتبها من الرياض، قالت الصحفية إن الغضب السعودي لم يخف بعد على الرئيس باراك أوباما "الذي فشل في تنفيذ وعده بضرب النظام السوري".
ورغم محاولة الإداراة الأمريكية تجديد جسور الثقة بين البلدين، واللقاءات المتبادلة التي تبعت زيارة الرئيس أوباما للرياض نهاية شهر آذار/ مارس الماضي إلا أن "الجهود لم تؤدي إلى نهاية الخلافات حول الملفات الإقليمية المعقدة المتعلقة بإيران ومصر وسوريا" التي تقول الصحيفة إنها أصبحت بمثابة "الهم الشخصي للملك عبدالله".
وأشارت الصحيفة إلى أن تراجع أوباما في
سوريا ترك أثرا مرا عند السعوديين، لأن الإدارة الأمريكية لم تضيع فقط فرصة ذهبية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، بل وأرسلت رسالة حول جدية ومصداقية الولايات المتحدة التي تعتمد السعودية عليها لحماية أمنها وأمن نفطها، وفق الصحيفة.
وبحسب رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشورى السعودي، عبدالله العسكر الذي نقلت عنه الصحيفة قوله فإن أوباما "لا يملك الإرادة السياسية، في سوريا وفي كل مكان".
وأضافت الصحيفة أن هذه التصريحات تعبر عن الرأي العام لدى السعوديين، وهو "فقدان أمريكا الاهتمام بمنطقة الشرق الأوسط .. الخيبة من أوباما ظهرت في كل أنحاء العالم العربي".
وفي ضوء زيارات المسؤولين الأمريكيين، جاءت زيارة وزير الدفاع الأمريكي تشاك هيغل، وليؤكد في هذا الشهر على التزام الولايات المتحدة بالمنطقة وحمايتها.
وتقول الصحيفة إن السعودية أعادت النظر بسياستها من سوريا، حيث اعترفت بما أسمته "الخطر الجهادي" هناك، وهو الذي يجعل من الولايات المتحدة قلقة من دعم الجماعات المقاتلة في سوريا، على حد قولها.
وأشارت الصحيفة إلى الخطوات التي قامت بها السعودية للحد من خطر الجهاديين عليها، حيث أصدرت قانونا للإرهاب حظر الجماعات المقاتلة في سوريا، وجرّم من يذهب من السعوديين للقتال تحت رايتها.
وتشير الأرقام السعودية إلى أن هناك حوالي 1500 متطوع سعودي في سوريا.
ومن أهم ما قامت به السعودية من وجهة نظر الكاتبة، هو تسليم ملف سوريا لوزير الداخلية محمد بن نايف، بعد إعفاء الأمير بندر بن سلطان من المهمة.
وكان بندر الذي عمل سفيرا للسعودية في واشنطن لعدة سنوات من أشد الناقدين لقرار أوباما بالتراجع عن ضرب سوريا وكشفت تصريحاته "عن حجم الغضب السعودي" من واشنطن، بحسب الصحيفة.
وتابعت بأن دبلوماسيين غربيين قالوا إن قرار إعفاء بندر ربما ارتبط بفشله دفع إدارة أوباما لضرب سوريا، خاصة أن الأمير كان مؤثرا على صناعة القرار الأمريكي.
وأضافت الصحيفة أن قانون مكافحة الإرهاب والإجراءات لمنع السعوديين السفر لسوريا لا تعني أن الرياض تخلت عن حملتها للإطاحة بالنظام السوري أو أنها تخلت عن دور أمريكي محوري في الأزمة، بحسب ما نقلت عن مدير الاستخبارات السابق الأمير تركي الفيصل.
تابع بأنه "وفي الوقت الذي سمحت فيه إدارة أوباما بإمداد المقاتلين السوريين بصواريخ متقدمة مضادة للدبابات من نوع (تي أو دبليو)، إلا أن هذا لا يزال دون الطموح السعودي الراغب بتحقيق توازن على ساحة المعركة، وبدونه لن يشعر النظام السوري بالحاجة للتفاوض"، مشيرا إلى فشل كل السياسات الدولية التي اتبعت لمنع القتل في سوريا.