قصف الطيران الحربي
اليمني، عصر الاثنين، وللمرة الأولى، مواقع يتحصن بها مسلحون حوثيون قرب نقطة أمنية في
محافظة عمران، شمال البلاد، بحسب مصدر عسكري.
وقال المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن "
الطيران اليمني قصف مواقع يتحصن فيها مسلحون حوثيون قرب نقطة السلاطة الأمنية على المدخل الجنوبي لمحافظة عمران، بعد أن فرض
الحوثيون حصاراً خانقاً عليها".
وأضاف أن "النقطة الأمنية أصبحت حاليا تحت سيطرة
الجيش والأمن"، وهو ما يرجح أن الحوثيين سبق أن سيطروا عليها الاثنين قبل تدخل الطيران الحربي لاستردادها.
وحول وجود ضحايا الطرفين جراء القصف من عدمه، قال المصدر إنه "لا توجد حتى الآن إحصائية حول قتلى وجرحى الجانبين"، مشيرا إلى أنه عادة ما تعرف حصيلة الضحايا مساء كل يوم.
وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يشارك فيها الطيران اليمني في قصف مواقع يتحصن فيها مسلحون حوثيون في محافظة عمران.
وكان جنديان قد قتلا وأصيب ثلاثة آخرون من قوات الأمن الخاصة خلال هجوم المسلحين الحوثيين على نقطة السلاطة الأمنية في وقت سابق من اليوم، بحسب مصدر أمني.
يأتي هذا في وقت تدور فيه مواجهات منذ أسابيع بين مسلحي الحوثي وقوات اللواء 310 التابع للجيش في عمران، على خلفية اتهام الجيش للحوثيين بمحاولة التوسع والسيطرة على مناطق في المحافظة بقوة السلاح، وأسفرت الاشتباكات عن عشرات القتلى من الجانبين.
وكانت مصادر قبلية قالت الجمعة الماضي، للأناضول، إن الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، شكل لجنة وساطة جديدة لإيقاف المواجهات المسلحة بين الجيش وجماعة الحوثي في عمران.
وأشارت المصادر إلى أن اللجنة تضم قادة عسكريين وممثلين لجماعة الحوثي، إضافة إلى عبد الرحيم صابر، المستشار السياسي للمبعوث الأممي إلى اليمن، جمال بن عمر.
من جانبها، اعتبرت جماعة الحوثي أن مشاركة الطيران في القصف على مدينة عمران يعتبر "منزلقا خطيرا للغاية وأمر غير مقبول ومرفوض".
وأضافت الجماعة، في بيان على موقعها الإلكتروني، أن "من يسعى إلى هذا المنزلق يرغب في توريط الجيش في حرب عبثية".
وقالت إن "الاعتذار الذي صدر بحق الحروب الست (التي وقعت في صعدة بين الجيش اليمني والجماعة بين عامي 2004 و2010)، واعتبارها جريمة لم تجف (دماؤها) بعد وأن عليهم التنبه بعدم الانزلاق إلى هذه المواقف العبثية مجددا".
ودعت الجماعة أبناء المؤسسة العسكرية والأمنية إلى عدم الاستجابة لمطالب من وصفتهم بـ"العناصر المجرمة، التي مارست بحق أبناء الوطن الويلات من حروب خلفت المآسي والحرمان".
ومضت قائلة إن "مهمة الجيش الوطني هي حماية الشعب وتأمينه وتحقيق مطالبه وحماية سيادته واستقلاله لا تنفيذ رغبات حزبية أو شخصيات نافذة".
وكالعادة، اتهمت جماعة الحوثي الشيعية، من أسمتها بـ"ميليشيات حزب الإصلاح التكفيرية" بـ"تفجير الوضع في عمران وتوريط الجيش في حرب خاسرة ليس لها هدف أو مصلحة أو غاية سوى خدمة القوى النافذة".
واتهم مصدر أمني مسؤول في وزارة الداخلية اليمنية، مساء الاثنين، عناصر مسلحة تتبع جماعة الحوثي بتهريب سجناء من مقر السجن المركزي بمحافظة عمران (شمالا).
ونقل الموقع الإلكتروني للوزارة عن المسؤول في شرطة محافظة عمران قوله إن "عناصر مسلحة من جماعة الحوثي قامت اليوم بتهريب نزلاء من داخل السجن المركزي بمدينة عمران".
ونشأت جماعة الحوثي، التي تنتمي إلى المذهب الزيدي الشيعي، عام 1992 على يد حسين بدر الحوثي، الذي قتلته القوات الحكومية منتصف عام 2004؛ ليشهد اليمن ست حروب (بين عامي 2004 و2010) بين الجماعة المتمركزة في صعدة (شمالا)، وبين القوات الحكومية، خلفت آلاف القتلى من الجانبين.
وفي محافظة الضالع (جنوبا)، أصيب خمسة أشخاص بينهم طفل في قصف شنه الجيش الاثنين، بحسب شهود عيان.
وقال الشهود إن "خمسة أشخاص أصيبوا جراء قصف قامت به قوات اللواء 33 مدرع (تابع للجيش)، شمال مدينة الضالع بعد مقتل ضابط وجندي في إطلاق نار على العميد عبد الله ضبعان، قائد اللواء".
وأضافوا أن "مسلحين يتبعون الحراك الجنوبي (المطالب بانفصال جنوب اليمن عن الشمال) أطلقوا قذائف "آر بي جي" المضادة للدبابات، على موكب العميد ضبعان، أثناء عودته من زيارة موقع عسكري شمال الضالع، ما أسفر عن مقتل ضابط وجندي كانا برفقته أثناء الهجوم، قبل أن يرد الجيش
بالقصف".
ومنذ أواخر العام الماضي، تخوض قوات اللواء 33 مدرع مواجهات ضارية مع مسلحي الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال؛ ما أسقط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين.
وتوقفت المواجهات مطلع شهر آذار/ مارس الماضي، بناء على جهود وساطة قامت بها لجنة حكومية أفضت إلى اتفاق الطرفين على هدنة لمدة شهرين، انتهت أواخر أيار/ مايو الماضي.