أعلنت قناة "
مكملين"
الفضائية المناهضة للانقلاب العسكري عن إنطلاقها بشكل رسمي مساء الجمعة المقبل، بعد نحو أربعة أشهر من البث التجريبي.
وتعرف "مكملين" نفسها - عبر صفحتها الرسمية على فيسبوك - بأنها "قناة
مصرية وطنية سياسية شبابية يتم بثها من قلب القاهرة ومن كل ميادين العالم".
وقال القائمون على القناة إنها ستكون أول قناة مصرية تعتمد على الوجوه الشابة من خلال خريطتها البرامجية التي تتضمن برامج على الهواء مباشرة وبرامج تفاعلية، في محاولة لكسر حالة الإعلام ذي الاتجاه الواحد المسيطرة على المشهد المصري منذ الإطاحة بأول رئيس منتخب في مصر في تموز/ يوليو الماضي.
ومن اللافت أن قناة "مكملين" - التي تحمل شعار "رابعة" - ستبدأ بثها الرسمي قبل يومين فقط من أداء قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية رئيسا للبلاد بعد فوزه بنسبة 97% في انتخابات رئاسية وصفت بالمسرحية الهزلية، حيث شهدت إقبالا ضعيفا وقوبلت بانتقادات محلية ودولية كثيرة.
ضد التهميش
وأكد القائمون على القناة، أن البرامج سيكون من بينها برنامج حواري يومي يناقش أهم مستجدات الساحة المصرية ويقدمه أسامة جاويش، وهو ناشط سياسي شارك في ثورة يناير. وستقدم القناة برنامجا أسبوعيا يتناول أهم القضايا السيناوية بشكل متخصص في مسعى للتغلب على حالة الحصار الإعلامي والتهميش المفروضة على شبه جزيرة سيناء وأهلها في الإعلام المصري، والبرنامج يحمل اسم "سيناء" ويقدمه الشاب السيناوي حسام الشوربجي، ويركز فيه على معاناة مواطني سيناء وتفاصيل حياتهم.
وتقدم قناة "مكملين" برنامجا بعنوان "كلام إنترنت" ويتناول أهم القضايا والموضوعات التي تستحوذ على اهتمامات نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي والتي تعكس توجهات المجتمع المصري وخاصة فئة الشباب، وأيضا نقل ابداعات الشباب المنشورة على موقع "يوتيوب" إلى جمهور الفضائيات، ويقدم البرنامج "أحمد سعد" وهو شاب متخصص في وسائل التواصل الاجتماعي.
وتقدم القناة كذلك برنامجا للتواصل مع المشاهدين ومنحهم الفرصة للتعبير عن آرائهم في التطورات السياسية والاجتماعية والاقتصادية في البلاد، من خلال الاتصالات الهاتفية عبر برنامج "ألو مكملين" ويقدمه أحمد سمير.
وأخيرا، تقدم "مكملين" برنامجا إخباريا لمتابعة الفعاليات المناهضة للانقلاب العسكري، وتغطية الحراك الشعبي في مدن وقرى مصر ويقدمه محمد وريور وطارق اللبان.
المواطن الصحفي
ويقول القائمون على القناة، إنهم سيسمحون بالإبداع من كل مكان حول العالم دون قيود أو حواجز أو رقابة، مشيرين إلى أن إنتاج المواد التي سيتم بثها على القناة سوف يكون مفتوحا لكل المشاهدين وخاصة الشباب، بحيث يكون المشاهدون هم أنفسهم فريق العمل الذي يقدم المنتج النهائي الذي يعرض على القناة، كما أن القناة تسعى لتوسيع المشاركة في صنع الأخبار والمتابعة الإخبارية عبر انتهاجها سياسة "المواطن الصحفي".
ومن المتوقع أن تتميز القناة بتقديم الفواصل والتنويهات والبرامج القصيرة ذات الإيقاع السريع، بالإضافة إلى تقديم عدد من الأغنيات الحماسية والمناهضة للظلم وللانقلاب العسكري.
ومن المقرر أن يتم بث فضائية "مكملين" على القمر الصناعي المصري نايلسات والقمر الأوروبي، ويقول متخصصون إن القنوات أمثال "مكملين" لا تسمح لها سلطات الانقلاب بالبث عبر القمر الصناعي المصري نايلسات، لكن تلك القنوات تبث على أقمار ذات مدار قريب من النايلسات وهو ما يمكن مشاهدي القمر المصري من متابعتها.
وكانت قوات الجيش والشرطة قد داهمت مقرات عدد من القنوات الفضائية الإسلامية والإخبارية بعد دقائق من خطاب قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي الذي أعلن فيه الإطاحة بالرئيس مرسي، واعتقلت عددا من العاملين بتلك القنوات.
وأغلقت السلطات المصرية نحو خمس عشرة قناة مؤيدة للرئيس مرسي وأبقت فقط على القنوات الداعمة للانقلاب، وهو ما حول الإعلام المصري إلى إعلام موجه ذي رأي واحد، بحسب مراقبين.
لكن مناهضي الانقلاب أطلقوا لاحقا عدة قنوات للتعبير عن موقفهم من مقاومة الانقلاب، مثل قنوات "الشرعية" و"رابعة" و"الشرق"، وكلها يتم بثها من خارج مصر، فضلا عن قنوات "الجزيرة" و"الحوار" القائمتين منذ سنوات طويلة.
إعلان على مواقع انقلابية
ونشرت مواقع مصرية على الإنترنت مؤيدة للانقلاب مثل بوابة "الأهرام" - التابعة للدولة - و"اليوم السابع" إعلانا عن القناة التابعة لأنصار الرئيس مرسي.
وظهر في الإعلان على "بوابة الأهرام" ترددات القناة على نايلسات وهوت بيرد، إضافة إلى شعار القناة وهو شعار "رابعة" باللون الأصفر والأسود، وتحتها اسم القناة "مكملين".
ونفى القائمون على تلك المواقع المحسوبة على النظام الحالي مسؤوليتهم عن هذا الإعلان الذي يخالف السياسة التحريرية لموقعهم، وأكد أن الشركات التي تدير المواقع هي المسؤولة عن تلك الإعلانات وأنهم لا يستطيعون التحكم فيها أو منعها.
ووصفت مواقع إخبارية مقربة من أجهزة الأمن في مصر مثل موقع "البوابة نيوز" الذي يرأس تحريره الصحفي "عبد الرحيم علي"، هذا الموقف بأنه سقطة وخطأ فادح من المواقع المؤيدة للنظام الحالي، مطالبا إياها بتصحيح هذا الخطأ حتى لا تحمل على صفحاتها دعاية لجماعة إرهابية، على حد قوله.