سياسة عربية

موريتانيا صيف سياسي ساخن وحرب تصريحات متبادلة

المعارضة الموريتانية: تاريخ الرئيس الموريتاني أسود - عربي 21

مع دخول الحملات الانتخابية يومها الرابع، تصاعدت حدة التوتر بين المقاطعين والمشاركين في الانتخابات الرئاسية الأكثر جدلا في تاريخ البلاد، وسط أجواء من الشحن المتبادل أعقبها تصريحات للمرشح للانتخابات، الرئيس الحالي محمد ولد عبد العزيز ألمح فيها إلى إمكانية تقديم بعض قادة المعارضة للمحاكمة بتهم تتعلق بالفساد، مضيفا أن قادة المعارضة "مجرد ثلة من المجرمين عديمي الضمير".

وبعيد تلك التصريحات، الأقوى للرئيس ولد عبد العزيز، خرج نائب رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية (المعارضة التقليدية) عبد الرحمن ولد أمين عن صمته متحدثا عن التاريخ السياسي للرئيس ولد عبد العزيز الذي وصفه بأنه تاريخ أسود.

وقال ولد أمين – في مؤتمر صحفي بنواكشوط أثار ضجة في الأوساط السياسية – إن الشعب الموريتاني يعرف بعضه البعض، ويدرك من اتهم بأفعال إجرامية ومن تعرض في مسار حياته لما يوحى بذلك، مضيفا أن "الجميع يدرك أن الجريمة تعني المتاجرة بالمخدرات، تعني تبييض الأموال، سوء التسيير، التعامل من شبكات الإجرام المنظمة والاتجار بالسلاح، فهل اتهم أحد من المعارضين بتهم مما ذكرنا".

وختم ولد أمين وهو وزير خارجية سابق بالقول: "علمتنا التجربة مع ولد عبد العزيز أنه كل ما ضاقت عليه السبل خرج عن وقاره وعقله وهو بالمناسبة عقل خفيف وبدأ في إطلاق التهم جزافا".

ولم تمض دقائق على المؤتمر الصحفي لقادة المعارضة حتى أصدر حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم بيانا شديد اللهجة اعتبر من خلاله أن تصريحات قادة المعارضة كانت مجرد سقطات "لا تساوي قيمة الحبر الذي كتبت به".

وقال الحزب في بيانه الذي وصل لـ"عربي21" نسخة منه، إن ما أغضب المعارضين أن تصريحات مرشح الحزب محمد ولد عبد العزيز وضعت الأصبع على الجرح ونبشت تاريخ المعارضين "الحافل بالفساد".

وأضاف بيان الحزب: "ألم يكن حريا بهؤلاء الذين يصنفون أنفسهم بـالمعارضة الديمقراطية تارة، دون أدنى حد من الاتفاق الأدبي بينهم، على من يتزعم هذه الكتلة المتآكلة، والتي يسمونها تارة أخرى بـمنتدى الديمقراطية والوحدة، هذا الكائن العجيب الذي هو أقرب في شكله وتهافته إلى غول عملاق بأرجل من طين، ألم يكن حريا بهم أن يضمحلوا بعيدا عن الساحة السياسية الوطنية والواجهات الإعلامية؛ حتى لا يعكروا أجواء العرس الديمقراطي الذي تعيشه البلاد هذه الأيام"، وفق نص البيان.

المحلل السياسي محمد ولد أسويدي يرى في حديث لـ"عربي21" أن حملة التصعيد غير المسبوقة بين المعارضة والرئيس ولد عبد العزيز تنذر بصيف سياسي ساخن، وبمواجهة طويلة الأمد بين الطرفين قد تعيد البلد إلى أوضاع سياسية شبيهة بتلك التي عرفتها البلاد أيام حكم الرئيس الأسبق معاوية ولد الطايع.

وأضاف ولد أسويدي:"تصريحات نائب رئيس حزب تكتل القوى الديمقراطية الذي عرف بهدوئه تؤكد أننا أمام مواجهة حقيقية، وأن المعارضة قد تلجأ في فترة معينة للعصيان المدني إذا استمر الوضع بهذه السخونة".

إلى ذلك أطلقت أحزاب المعارضة المقاطعة حملة لجمع آلاف التوقيعات؛ من أجل مقاطعة الانتخابات التي يصفونها بالمهزلة، مؤكدين أنهم دشنوا حملات أخرى قالوا إنها ستساهم في إفشال العملية الانتخابية.

وقال قادة المعارضة، إن الرئيس ولد عبد يحضر لتوجيه ضربة قوية لبعض الأحزاب المعارضة مباشرة بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية وتنصيبه رئيسا للبلاد.

وقالت مصادر خاصة لـ"عربي21" إن قادة المعارضة وصلتهم معلومات بأن ولد عبد العزيز يستعد لشن حملة تستهدف حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية الإسلامي، ضمن اتفاق مسبق مع دول خليجية، واستكمالا لإجراءات كان قد دشنها قبل الحملة بإغلاق جمعيات وهيئات تابعة للحزب الذي ينظر إليه على أنه الواجهة السياسية للإخوان المسلمين بموريتانيا.

في سياق متصل يستمر مرشحو الانتخابات الرئاسية الخمسة في عقد مهرجانات انتخابية وجولات في مدن البلاد، فيما خيم الفتور على الحملات الدعائية، وغاب الزخم الذي اعتادته مدن البلاد الرئيسية في مثل هذه المواسم.