كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن تعاون أمريكي –
إيراني لمواجهة خطر تنظيم الدولة الإسلامية في
العراق والشام الذي سيطر مع تحالف من المقاتلين السنة على معظم شمال وغرب العراق ويتوجه نحو العاصمة بغداد.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي بارز قوله إن خططا أمريكية لتوجيه ضربات جوية لمقاتلي داعش في العراق وربما سوريا في طور التحضير.
وتشير الصحيفة لتنسيق بين واشنطن وطهران حيث ستقوم أمريكا بالضربات الجوية فيما أرسلت طهران لبغداد الجنرال قاسم سليماني الذي ينظر إليه كشخصية مؤثرة في السياسة العراقية منذ الإطاحة بالرئيس صدام حسين، حيث سيقوم قائد فيلق القدس بترتيب الدفاع عن بغداد تحسبا لوصول قوات داعش للعاصمة.
وجاءت التحركات الإيرانية والأمريكية بعد استبعاد الرئيس باراك أوباما إرسال قوات برية، لكنه لم يستبعد الخيارات الأخرى. وبعد دعوة المرجعية الشيعية آية الله علي السيستاني الشيعة لحمل السلاح والدفاع عن أنفسهم.
ويشير وصول سليماني لتنسيق عمل الميليشيات لتراجع دور الجيش الذي انهار يوم الإثنين أمام مجموعات مسلحة في الموصل وتكريت.
وتعلق الصحيفة أن محاولات العدوين اللدودين لإيجاد طرق لمساعدة السلطة العراقية التي يترأسها نوري المالكي الذي يرى الكثيرون أن سياساته هي المسؤولة عن تفكك العراق تظهر المدى الذي تتعامل فيه الدولتان مع الوضع وخطورته لدرجة دفعهما لتناسي خلافاتهما
والتعاون في العراق.
فقد استطاع الجهاديون وعددهم لا يتجاوز 7.000 مقاتل قلب كل الحسابات العسكرية والسياسية رأسا على عقب الأسبوع الماضي، ودفعوا الجيش العراقي للهرب وتسببوا في موجة نزوح نحو مناطق الأكراد الذين استفادوا من الأزمة واحتلوا مدينة كركوك النفطية.
ونقل عن مسؤول أمريكي قوله إن الخيارات التي تناقش الآن في داخل الإدارة الأمريكية تشمل توجيه ضربات جوية لقواعد الجهاديين إما عبر طائرات بدون طيار أو من خلال طائرات تنطلق من السفن الحربية، ويرى المسؤول إن خيار الطائرات التي يقودها طيارون هي الخيار المفضل الآن.
وقال مسؤولان إن الضربات ضد داعش ستشمل قواتها في سوريا والعراق "حيث تتواجد على جانبي الحدود" حسب مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، "من الممكن قطع الرأس ولكن يجب أن تذهب للقلب، كل شيء ممكن ومحل نقاش".
أما عن دور سليماني فهو ليس واضحا، ولم يلتق المالكي ولا جنرالات الجيش بل قادة الميليشيات المتوقع أن يلعبوا دورا في الدفاع عن بغداد ضد داعش.
فيما نقل عن مسؤول عراقي ظل في كركوك بعد سيطرة قوات البيشمركة عليها قوله إن الأكراد يعززون مواقعهم "إنهم جاءوا للبقاء" ولن يذهبوا إل أي مكان.
وقال مارتن شولوف في الصحيفة إن المعارك حول سامراء حيث مرقد الإمام العسكري الذي زاره المالكي يوم أمس، ونقل عن مسؤول عراقي إن "لسان المالكي أصبح جافا من الخوف"، "لقد انتهى ولم يبق له مكان للهروب إليه".
ويعلق شولوف أن التحالف الغريب بين إيران والولايات المتحدة يأتي بعد 9 أعوام من حرب الوكالة التي قام فيها سليماني بإدارة عدد من الميليشيات. وحاولت إيران حماية المحور الممتد من طهران عبر بغداد ودمشق وجنوب لبنان.