حمّل الصحفي الإسرائيلي رؤوبين باركو أمريكا مسؤولية
الفوضى التي حلّت في الشرق الأوسط لا سيما في
العراق وسوريا؛ وعزى مجريات الأحداث لسوء الفهم الأمريكي على حد تعبيره.
وفي مقالته، بـ "إسرائيل اليوم"، الأحد، قال باركو إن نجاح قوات داعش في جعل الجيش العراقي يهرب من مدن في العراق أظهر الاستراتيجية الأمريكية في العراق كأنها أداة فارغة. مشيرا إلى تفوق نظريات داعش القتالية على الأرض.
وأضاف أنّ اتصالا جغرافيا خطيرا نشأ بين سوريا والعراق يربط أجزاء إسلامية محتلة في شرق سوريا، وهذه الرقعة الواسعة تخضع لسيطرة "المنظمات الإرهابية السنية" التي تحقق حلم الخلافة الإسلامية بحسب خطط القاعدة وتوابعها حقا، على حد وصف الكاتب.
وأكد أن "المواجهات العسكرية المستمرة أظهرت بوضوح تفوق عمليات حرب العصابات والإرهاب المصمم والمسلح بسلاح متقدم وبأيديولوجية اسلامية متطرفة على الكتائب الشيعية العراقية التي تفر في كل اتجاه".
وشدد الكاتب على أن "نوايا الأمريكيين الخيرة قادت منطقتنا إلى الجحيم. وقائمة الفوضى التي أحدثوها في مصر وسوريا وأفغانستان والعراق وايران وكوريا الشمالية وإفريقيا طويلة، بل كادت إسرائيل تدفع ثمنا باهظا في الجولان والضفة بسبب مغامرة الأمريكيين".
وأضاف "دفعت أمريكا نفسها أيضا في اطار نواياها الخيرة قتلى ومالا كثيرا وخسارة حلفاء، وسلاحا ذهب هدرا بسبب مغامراتها. وقد انسحبت مثل ولد مصفوع يشعر بالإهانة لتدير العالم من المقعد الخلفي لمركب التاريخ، وتعلمون أن القيادة من هناك داعية إلى حوادث السير بيقين".
وقال الكاتب "استُدعي الأمريكيون وعرضوا الحاجة إلى صد جهود "داعش"، وتضطر الولايات المتحدة في نفس الوقت إلى إجراء صلة معوجة بدول إسلامية "زميلة" تدعم بالسلاح والمال هذه المنظمات الإسلامية المتطرفة خاصة بحجة أنها تعمل على مواجهة ايران عدوتها الشيعية وتوابعها (حكومة المالكي الشيعي، وإدارة الأسد في سوريا وحزب الله في لبنان)، في حين تخشى تهديدات حركات "التكفير" هذه لها".
ونوه إلى أن الدعم الأمريكي لمن أسماهم "المسلمين المعتدلين" في سوريا، تحوّل إلى عصا مرتدة، وعزز من نفوذ المنظمات الإسلامية التي "على شاكلة داعش والقاعدة"، على حد وصف الكاتب.
وحذر الكاتب من أن "الشيفرة العملية الإسلامية" التي توجه القاعدة وداعش توجب عليهم العمل على "العدو القريب" وعلى "البعيد" بعد ذلك فقط.
وأضاف "ولهذا يحتار "قادة" الخلافة الجديدة هل يُتمون في اطار "الربيع العربي" إجراءات السيطرة على النظم العربية السنية "الكافرة" في مصر واليمن والأردن ودول الخليج وأن يواجهوا إيران الشيعية بعد ذلك فقط، أم يستمرون على المواجهة العسكرية بينهم وبين "حرس الثورة" في سوريا والعراق ولبنان.
وطالب أمريكا ـ في اطار التزام أوباما لحلفائه ـ بأن تعزز معاقلها في خط صد الإسلاميين على الحدود الأردنية، وفي الجولان وغزة وشبه الجزيرة العربية والخليج، وتمكين الإيرانيين (الذين يحكمون العراق أصلا) من علاج التهديد السني وحدهم، على حد تعبيره.
وختم بالقول إذا أراد الإيرانيون مساعدة أمريكية على الإرهابيين السنيين في العراق وسوريا فليدفعوا بـ "عملة ذرية" وإقليمية مبرهن عليها؛ وإلا فانه يجب على أمريكا أن تتنحى وتجلس جانبا.