أكد مصدر دبلوماسي إثيوبي لمراسل "عربي21" إن بلاده ماضية ببناء
سد النهضة بسعته الكاملة، وفق المخططات المعدة مسبقا، بالرغم من احتجاجات السلطات
المصرية على السد.
وقد أدت الإطاحة بمقدمة البرامج في قناة التحرير المصرية "
رانيا بدوي" إلى إعادة أزمة سعة سد النهضة الإثيوبي للواجهة، بعد أنباء عن مبادرة حل هذه الأزمة بوساطة إماراتية –إسرائيلية.
وكانت قناة التحرير قررت وقف مقدمة برنامج "
في الميدان" رانيا بدوي عن تقديم البرنامج بعد شكوى من السفير الإثيوبي في القاهرة لوزارة الخارجية المصرية، بسبب إقدام بدوي على إغلاق الهاتف وقطع الاتصال مع السفير، إثر مشادة كلامية حول "سد النهضة".
وردا على سؤال لـ "بدوي" حول سعة السد ومدى تأثيرها على مصالح مصر المائية، قال السفير الإثيوبي إن بلاده تجاوزت "الإملاءات" والاشتراطات المصرية بهذا الخصوص، مؤكدا أن تشغيل السد وإمكانية مشاركة خبراء مصريين فيه هو أمر سيادي، يخص إثيوبيا وحدها.
مراسل "عربي21" في أديس أبابا سأل دبلوماسيا إثيوبيا حول مدلولات قول السفير الإثيوبي في القاهرة أن بلاده تجاوزت "الإملاءات" بخصوص سعة السد، وإن كان ذلك يعني أن إثيوبيا ستستمر في بناء السد وفق مخططاتها الأولية؛ وقد أكد الدبلوماسي لمراسل "عربي21" أن إثيوبيا لم توافق على تغيير المخططات المرسومة للسد، ولن تقبل النقاش بأي شكل مع مصر حولها.
وتعليقا على
الخبر الحصري الذي نشر في "عربي21" حول وجود وساطة إماراتية –إسرائيلية لحل أزمة سد النهضة أثناء الزيارة المتوقعة للسيسي إلى أديس أبابا، قال الدبلوماسي الإثيوبي الذي طلب من "عربي21" عدم الكشف عن هويته إن المبادرة التي تقودها أبو ظبي وتل أبيب تقوم على استمرار بناء سد النهضة وفق السعة الكاملة المقررة في المخططات الفنية للسد، مع تعهد إثيوبي بعدم استخدام الطاقة الكلية للسد لمنع التأثير على الحصة المصرية والسودانية من المياه.
وأضاف الدبلوماسي الإثيوبي إن هذه المبادرة، إذا نجحت، ستعطي الفرصة للسيسي لتحقيق "إنجاز" سياسي، ولكنها في نفس الوقت لن تحل الأزمة بشكل نهائي وحقيقي، لأن أديس أبابا ستتمكن من استخدام السعة الكاملة للسد في الوقت الذي تراه مناسبا، ما يعني أن الأزمة بين مصر وإثيوبيا قد تتفجر في أي لحظة في حال قررت الأخيرة استخدام سد النهضة بطاقته الاستيعابية الكاملة.