لا يُريد الفلسطيني عمر عابد لبطولة كأس العالم لكرة القدم أن تنتهي، بل يتمنى لو أنّها تطول لأسابيع وأشهر قادمة، لا لشغفه بالكرة، ونجومها كما هو الحال مع متابعي "المونديال"، وعشاق
كرة القدم.
فعابد صاحب شركة للملابس الرياضية في قطاع
غزة، لا يرى في كأس العالم مجرد مباريات تحدد هوية "الفائز" و"الخاسر"، فهي فرصته للاستفادة من هذا الحدث الكروي الكبير للترويج لبضائع شركته الرياضية وتحريك ركودها.
ويقول عابد الذي تنتج شركته الملابس الرياضية إنّ كأس العالم خلق فرص عمل لتشغيل عشرات الأيادي العاملة، العاطلة عن العمل.
ووفقا لمركز الإحصاء الفلسطيني، فقد ارتفع معدل
البطالة في قطاع غزة إلى 40% في الربع الأول من عام 2014.
وتابع: "هذه المسابقة التي ينتظرها عشاق الكرة كل أربع سنوات، تُشكل بالنسبة لنا فرصة حقيقية للترويج للبضائع التي تعاني من ركود، ففي الأيام العادية لا يتم الإقبال بكثافة على شراء القمصان الرياضية، وكافة المستلزمات الرياضية الأخرى، ولكن ما إن بدأ المونديال حتى تهافت المئات من الشغوفين بكرة القدم على اقتناء الزي الخاص بالمنتخبات المشاركة في كأس العالم".
وانطلق مونديال "البرازيل 2014" مساء الخميس ( 12 حزيران/ يونيو الماضي) ، في نسخته الـ20، ويستمر حتى الـ 13 من تموز/ يوليو المقبل، بمشاركة 32 منتخباً.
ويُضيف عابد أن المونديال فرصة ثمينة أمام المحال التجارية، والأسواق في قطاع غزة لكي تُعيد انتعاشها.
واستدرك بالقول: "قبل أيام كان هناك إقبال منقطع النظير على قمصان المنتخب الجزائري، وقمنا بخياطة آلاف القمصان، التي تزينت بأسماء اللاعبين الجزائريين، وبشكل عام هناك إقبال ملحوظ، على الألبسة الرياضية خلال فترة المونديال".
وغادر المنتخب الجزائري الاثنين الماضي، مونديال البرازيل بعد خسارته بهدفين لهدف أمام نظيره الألماني في مباراة الدور الـ 16 من البطولة.
وحقق المنتخب الجزائري إنجازا تاريخيا بتأهله لأول مرة للدور الثاني للمونديال، كما أن مقابلته مع نظيره الألماني لاقت إشادة واسعة من قبل رياضيين عرب ودوليين.
ويقول محمد أبو دية وهو صاحب أحد متاجر بيع النقوش والمجسمات التراثية بغزة، وهو يُرتب أعلام دول المنتخبات المشاركة في مونديال البرازيل إنّ الإقبال على الأعلام، وكل ما هو رياضي يزداد بشكل كبير خلال بطولة كأس العالم.
وأضاف أبو دية أنّ هذه الفترة تشهد إقبالا كبيرا من قبل المقاهي التي تعرض مباريات كأس العالم، لشراء أعلام الدول المشاركة في "البطولة"، وتعليقها جذبا للجماهير الرياضية.
وتابع: "كأس العالم يحرك الركود الكبير في أسواق ومحال غزة، فرغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يحياها الفلسطينيون، إلا أن كثير من الجماهير حريصة على متابعة المباريات، وهذه المتابعة فرصة لزيادة مبيعات أعلام الدول المشاركة في المونديال، وكل ما يتعلق بالمستلزمات الرياضية من ملابس وأجهزة وغيرها".
ويقول حسن يونس أحد أصحاب المحال التجارية التي تهتم ببيع الأحذية الرياضية، والكرات وغيرها من الأدوات الرياضية إن كأس العالم حرّك الركود في محله.
وأضاف: "المحل لا حراك فيه طوال العام بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، ولكن خلال فترة المونديال هناك حركة نشطة يصنعها المتابعون لكرة القدم، والمهتمين بتفاصيلها، إذ يأتي الفتيان لشراء كرة المونديال، إلى جانب الأحذية الرياضية".
ولأنّ مباريات المونديال تبث مساء نظرا لفارق الساعات بين البرازيل وفلسطين، يقول رأفت السيد صاحب محل لبيع المكسرات إنّ محلّه يشهد نوعا من الانتعاش هذه الأيام.
وتابع: "أهالي غزة يتابعون المونديال هربا من الواقع السياسي والاقتصادي المتردي، ويجدون في المباريات فرصة للترويح عن النفس، وهو ما يجعل كثير من المحال تنعش كمحلات بيع المكسرات، والمشروبات الباردة".
ويرى الغزيون في مونديال البرازيل متنفسا يبعدهم عن أجواء الحصار والأوضاع الإنسانية والسياسية والاقتصادية الصعبة.
وتحاصر إسرائيل غزة، حيث يعيش أكثر من 1.8 مليون نسمة، منذ أن فازت حركة المقاومة "حماس" بالانتخابات التشريعية في كانون الثاني/ يناير 2006، ثم شددت الحصار إثر سيطرة الحركة على القطاع منتصف العام التالي، وما زال الحصار متواصلا رغم تخلي "حماس" عن حكم القطاع، مع الإعلان عن حكومة الوفاق الفلسطينية في الثاني من حزيران/ يونيو الماضي.