فلسطينيون غاضبون يحملون جثمان الشهيد أبو خضير ـ الأناضول
على وقع زخات من الرصاص، أطلقها ملثم فلسطيني ووري الفتى محمد حسين أبو خضير، 17 عاما، الثرى في مقبرة بلدة شعفاط، شمالي القدس.
الفلسطينيون الغاضبون طلبوا من الملثم إطلاق الرصاص مرة أخرى من سلاحه الرشاش ففعلها 3 مرات وسط صيحات: "الله أكبر".
وأعطى التواجد المكثف للملثمين في جنازة الفتى الفلسطيني، ظهر الجمعة، طابعا جديدا افتقده الفلسطينيون منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1989.
علامات الغضب بدت واضحة على وجوه المشاركين في الجنازة التي قال رجال من كبار السن إنها كانت الأكبر في تاريخ شعفاط حيث شارك فيها الآلاف من سكان البلدة والأحياء المجاورة في مدينة القدس.
مشهد جديد في مدينة القدس بدت معالمه في المشاركة الواسعة من قبل سكان القدس في تشييع جثمان أبو خضير والمواجهات التي شهدتها أحياء المدينة خلال الأيام الماضية على خلفية استشهاده على يد مستوطنين إسرائيليون، كما يقولون، إضافة إلى مشهد الرصاص وهو ينطلق من سلاح رشاش في منطقة يعتبر اقتناء السلاح فيها جريمة تؤدي للاعتقال لسنوات طويلة.
مشهد اختلف الفلسطينيون أنفسهم في تقييمه؛ ففي حين يقول البعض من السكان إن الأحداث التي شهدتها مدينة القدس منذ اختطاف واستشهاد الفتى أبو خضير فجر الأربعاء الماضي ستؤدي إلى انتفاضة جديدة فان آخرون يرون أن الأحداث ما هي إلا سحابة صيف ستنتهي اليوم أو غدا وتعود الأوضاع إلى طبيعتها.
ومع ذلك، بقي هاجس إمكانية إقدام مستوطنين إسرائيليين على اختطاف أطفال فلسطينيين بمثابة كابوس يلاحق الكثير من الفلسطينيين.
وفي هذا الصدد، قالت حركة (فتح) في بيان وزعته في الجنازة: "تدعو حركة فتح أبناءها المقدسيين للتعاون مع لجان الحماية والحراسة التي تشكلت في كافة أحياء مدينة القدس للدفاع والتصدي لعربدة المستوطنين".
وكان حسين أبو خضير، والد الفتى، قال لـ"الأناضول"، في وقت سابق، إن مستوطنين إسرائيليين أقدموا على اختطاف ابنه من أمام منزله فجر الأربعاء الماضي، وقاموا بقتله وإحراق جثته؛ وذلك انتقاما لاختطاف وقتل 3 مستوطنين إسرائيليين في جنوب الضفة الغربية في شهر حزيران/يونيو الماضي.
وتجددت المواجهات في شعفاط مباشرة بعد الجنازة إذ اشتبك عشرات الشبان مع القوات الإسرائيلية التي تواجدت بكثافة على مداخل البلدة.
وكان المئات من الفلسطينيين بدأوا بالتدفق إلى منزل عائلة الفتى منذ ساعات الصباح وما أن انتهت صلاة الجمعة في جامع شعفاط الملاصق حتى كان عدد الفلسطينيين في البلدة وصل ذروته.
ومع وصول جثمان الفتى في سيارة إسعاف تابعة للهلال الأحمر الفلسطيني، أطلق الآلاف صيحة "الله اكبر" فيما زغردت النساء وحمل الفلسطينيون الجثمان على الأكتاف وتم تغطية رأس الفتى بالكوفية الفلسطينية الشهيرة.
وانتظم الآلاف الفلسطينيين خارج المسجد للصلاة على الجثمان قبل الانطلاق في مسيرة طافت الشوارع الرئيسة في بلدة شعفاط وسط صيحات "الله أكبر" و"لا اله إلا الله والشهيد حبيب الله" و"بالروح بالدم نفديك يا شهيد" و"خيبر خيبر يا يهود جيش محمد سوف يعود" و"على القدس رايحين شهداء بالملايين".
ولوح المشاركون في الجنازة بالإعلام الفلسطينية ورايات عليها: "لا اله إلا الله محمد رسول الله".
وللمرة الأولى امتلأ الشارع الرئيس في البلدة بالسكان من كل الأعمار ومن خلفهم سارت العشرات من النسوة وهن يرددن: "الله اكبر".
وما زالت الشرطة الإسرائيلية ترفض الإقرار بمسؤولية مستوطنين إسرائيليين عن استشهاد الفتى.
وفي هذا الصدد، قال وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي، يتسحاق اهارونوفيتش، إنه "لم يُعرف بعد ما إذا كانت جريمة قتل الفتى ارتكبت على خلفية جنائية أو قومية متطرفة".
وأضاف في تصريحات نقلتها الإذاعة الإسرائيلية العامة إن "خِيرة المحققين يعملون على حل لغز هذه الجريمة".