قصفت طائرات النظام السوري مسجدا في بلدة سرمين في ريف إدلب، وذلك عندما كان المصلون يغادرون المسجد بعد صلاة الجمعة الأولى في رمضان الحالي.
وتعرضت سرمين لغارتين على الأقل الجمعة، إحداهما استهدفت مسجد الفردوس، فيما أحدثت الأخرى دمارا كبيرا في المباني السكنية. وأدت الغارات إلى إصابة 50 شخصا على الأقل، بينهم عدد كبير من الأطفال حسب مصادر في المدينة.
وجاء قصف المسجد بينما كان غالبية المصلين لا يزالون داخله بعد أداء صلاة الجمعة. وأظهرت تسجيلات فيديو عدة أشخاص بينهم أطفال ينزفون دما من الوجه واليدين؛ يسعون للحصول على الرعاية الطبية للعلاج من سلسلة من الجروح التي أصيبوا بها نتيجة للقصف، وبدت ساحة المسجد وقد انتشرت عليها بقع الدماء، فيما بدا الناس يتدافعون للخروج من المسجد على عجل.
وفي مقطع آخر يمكن رؤية دخان يتصاعد خلف بنايات مدمرة، فيما يسرع عناصر الدفاع الدني للبحث بين الأنقاض.
ويشار إلى أن قرابة 2000 جامع دُمّرت بالكامل أو تعرضت للضرر في سورية نتيجة القصف، منذ 15 آذار/ مارس 2011، بينها عدد من أقدم المساجد في سورية.
فقد تم تدمير مئذنة الجامع الأموي في
حلب. وبات المسجد، وهو أحد أكبر وأقدم الجوامع في التاريخ الإسلامي، والمعروف باسم مسجد "سيدنا زكريا"، غير مؤهل لأداء الصلاة فيه بسبب الدمار الذي أصاب أجزاء كبيره منه. ودُمرت مئذنة المسجد الذي يحتوي في جنباته على العديد من المخطوطات اليدوية التي لا تقدر بثمن من ناحية التاريخ الإسلامي، وذلك في 23 نيسان/ أبريل 2013 جراء استهدافها من قبل قوات الأسد.
كما استهدفت جامع العادلية الواقع في البلدة القديمة التاريخية في حلب، والذي بني في العهد العثماني، إذ تدمرت مئذنته بشكل كامل فيما بات البناء الرئيسي للمسجد غير صالح لأداء الصلاة فيه، ما أحزن سكان المنطقة لعدم قدرتهم على سماع صوت الآذان مجدداً من المسجد.
وأوضح مسؤول المسجد "أحمد أبو خالد" لوكالة الأناضول أن الجوامع الواقعة على خط الجبهة تدمرت جراء قذائف الهاون والمدفعية لقوات النظام السوري، مشيراً أن النظام يستهدف الأماكن الكثيفة بالمدنيين بالبراميل المتفجرة والدبابات، وأن السكان لا يذهبون لأداء صلاة التراويح خوفاً من تلك البراميل.
كما تضرر جامع "المهمندار" الذي يعود إلى الفترة المملوكية في مدينة حلب بسبب القذائف المدفعية للنظام السوري.
وهذا تكرر أيضا في مناطق أخرى في سورية، فقد تحول مسجد "سيدنا عمر" المعروف باسم "المسجد العمري" الذي بني أيام الصحابي "عمر بن الخطاب" بقرية "بصرى الشام" في محافظة "درعا" جنوب سورية إلى أنقاض جراء غارات طائرات النظام السوري الحربية التي استهدفته.
أمّا مسجد "خالد بن الوليد" الواقع في حي الخالدية بمدينة حمص وسط سورية والذي يحوي بين جنباته ضريح الصحابي خالد بن الوليد المعروف بسيف الله المسلول، فقد تعرضت قبته ومئذنته إلى أضرار كبيرة في 10 تموز/ يوليو2013، فيما تدمر الضريح بشكل كامل جراء استهدافه بقذائف الهاون والصواريخ.