حذر سياسيون وأحزاب مؤيدة للانقلاب في
مصر من أن حالة السخط الشعبي التي تسود البلاد الآن بسبب رفع أسعار الوقود والكهرباء والتي سيترتب عليها زيادة أسعار مختلف السلع والخدمات، ستؤدي إلى اندلاع
ثورة جياع قريبا.
وكانت الحكومة قد أقرت مساء الجمعة زيادة كبيرة في أسعار البنزين والسولار وصلت إلى 78% ما أدى إلى حالة من الغضب الشعبي تخوفا من الارتفاع الجنوني في الأسعار الذي دائما ما يتبع هذه القرارات.
ستسقط مثل غيرك
خالد تليمة أحد أعضاء تحالف شباب الثورة والذي يشغل منصب مساعد وزير الشباب والرياضة، كتب على صفحته على فيس بوك متهكما على
السيسي بقوله: "كتبناها لمرسي قبل كده، سيدى الرئيس طول ما إنت ماشي فى السكة دي، ربنا يوفقك، سر على بركة الله حتى تسقط وتحصل اللى قبلك، ووحياتك عندي المرة دي مش احنا، المرة دي هيبقى عن طريق نور عنيك، عارف ليه، عشان اللى بيجي عليهم ميبكسبش، خليك بقى سادد ودنك ومبتسمعش غير صوت محمد ابراهيم .. توقيع .. مواطن طابور خامس".
من جهتها، انتقدت جبهة دعم السيسي قرارات رفع الأسعار وطالبته بالتراجع فورا عن تنفيذ القرار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
وقال عبد النبي عبد الستار المتحدث باسم الجبهة - في تصريحات صحفية - إن زيادة أسعار البنزين قرار عشوائي يأتي في توقيت سيئ وستكون له آثار سلبية على استقرار البلد، مشيرا إلى أن المواطن البسيط هو من سيدفع الثمن.
وتوقع مجدي حمدان القيادي بحزب "المصريين الأحرار" المؤيد للإنقلاب أن يترتب على الزيادة الأخيرة في الأسعار التي أقرتها الحكومة عواقب وخيمة.
وتابع حمدان - في تصريحات لصحيفة الوفد - إن ما تقوم به الحكومة يتناقض تماماً مع تصريحات السيسي، ففي الوقت الذي ينادى فيه الرئيس برفع المعاناة عن الفقراء تقوم الحكومة بزيادة سعر السولار المرتبط بنقل السلع والأشخاص عن طريق وسائل النقل والمواصلات، كما رفعت أسعار الكهرباء بما يحمل الفقراء فقط أعباء إضافية.
وأكد القيادي بالمصريين الأحرار أن الحكومة لن تستطيع السيطرة على ارتفاع الأسعار، محذرا السيسي من أن ثورة جياع وخلافات تهدد السلم الاجتماعي أصبحت على الأبواب.
وأشار إلى أن الحكومة كان بإمكانها سد العجز في الموازنة بعدة طرق دون المساس بالفقراء، من بينها طرح رخصة رابعة للمحمول".
حاضنة للإخوان
وأعلنت "الجمعية الوطنية للتغيير" رفضها القاطع لقرارات الحكومة رفع أسعار الوقود والكهرباء، مؤكدة أن ذلك سيترتب عليه بشكل تلقائي زيادات كبيرة فى أسعار كافة السلع والخدمات الأخرى فى ظل غياب رقابة الحكومة على الأسواق.
وحذرت الجمعية فى بيان لها السبت - حصلت "عربي 21" على نسخة منه – الحكومة من أن هذه الإجراءات تشكل ضربة قاضية لمبادي العدالة الاجتماعية وتزيد من مخاطر وقوع انفجارات اجتماعية تقود إلى ثورة جياع.
كما حذرت من أن رفع الأسعار يخلق بيئة معادية للحكومة وحاضنة للإرهاب الذى يهدد الأمن والاستقرار – في إشارة إلى جماعة الإخوان المسلمين.
وأشار البيان إلى أن معالجة عجز الموازنة وتحقيق تعافي الاقتصاد لا يتحقق برفع أسعار المواد البترولية والخدمات الأساسية، إنما بتبني نظام ضريبي عادل وإعادة تسعير المواد الخام وخاصة الثروة التعدينية، وكذلك إعادة أراضي الدولة التى نهبها نظام مبارك والأموال المهربة للخارج.
وطالبت الجمعية بضرورة إلزام كبار المسئولين بتقديم إقرارات الذمة المالية الخاصة بهم وإعلانها على الملأ، وكذلك إعلان خطة تقشف حكومية صارمة تشمل خفض عدد الوزارات والاستغناء عن المستشارين والتوقف عن استخدام السيارات الفارهة والمصروفات السرية وتقليص عدد السفارات والقنصليات المصرية فى الخارج، مع زيادة الجمارك على الكماليات وكشف لغز الصناديق الخاصة التى تعتبر بابا ملكيا للفساد.
حرب أهلية!!
كما توقع حسين عبد الرازق القيادي بحزب التجمع اليساري المؤيد للانقلاب أن تتسبب زيادة أسعار الوقود في ثورة جياع كما حدث في عهد الرئيس أنور السادات عام 1977.
وحذر من أن رفع الأسعار في ظل غياب أي رقابة حقيقية على الأسواق لحماية المستهلكين سيؤدي إلى أزمات عنيفة.
من جانبه، ذهب الإعلامي عمرو أديب بعيدا، وحذر من أن تؤدي قرارات حكومة إبراهيم محلب برفع أسعار الوقود إلى حرب أهلية!.
وقال أديب - في حلقة السبت من برنامجه "القاهرة اليوم": إن رفع الأسعار الوقود سوف يؤدي إلى إشعال حرب أهلية بسبب الاحتجاجات الشعبية والغليان الذي سيتزايد في أوساط الفقراء، مطالبا الحكومة بتشكيل غرف عمليات لمراقبة نتائج هذا القرار عن كثب.
وأضاف: في اليوم الأول وقت ألاف المشاجرات بين المواطنين وسائقي الميكروباصات بسبب الخلاف على قيمة الأجرة.